responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفس الرحمن في فضائل سلمان نویسنده : ميرزا حسين النوري الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 328


ولا طمعا في جنتك ، ولكن وجدتك أهلا للعبادة ، فعبدتك ) [1] ، وما ورد في قوله تعالى : ( أمن هو قانت إناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه ) : ( إنه نزل في علي بن أبي طالب ) [2] ، وإن احتمل أن تكونا صفتين أخريين ، دون أن تجعلا غاية وعلة غائية ، والممنوع عن شأن الولي الحر أن تكون هاتان الصفتان من الأسباب الباعثة له على العبادة ، لا أنه يجب أن ينزه الولي عن التلبس بهما ، فالإمام إنما قال : ( ما عبدتك خوفا ) ، لا ( ما خفتك ) ، ولا ( خفت نارك ) ، وبون بينهما ، فمن الجايز أن يخاف الولي الحر النار المعهودة ويرجو الجنة المعهودة ، لعلمه من شأن معبوده محبة ذلك فيخاف ويرجو ، لأن محبوبه يحب ذلك .
والعشق : هو الافراط في الحب ، وعن أرسطو : إنه عمي الحس عن إدراك عيوب المحبوب ، وهو من الأمراض المعروفة من أنواع الماليخوليا الذي هو تشويش الظنون والفكر إلى الفساد والخوف ، وعرفوه الأطباء بأنه مرض وسواسي يجلبه الإنسان إلى نفسه بتسليط فكرته على استحسان بعض الصور والشمائل التي تكون له ، ويعتري للغراب والبطالين والرعاع ، ويزيد بالنظر والسماع ، ونقص بالسفر والجماع ، وقالوا : لا علاج أنفع من الوصال ، وقال بعضهم : إنه ربما لا يكون معه شهوة مجامعة ، بل كان المطلوب مطلق المشاهدة والوصال ، وهذا الصنف منه يعتري للعارفين وكبراء النفوس ، وينتقلون من هذا العشق المجازي إلى الحقيقي وهو معرفة الله عز وجل .
قلت : وهذا التعميم نظير إنكار العامة عصمة الأوصياء تصحيحا لخلافة أئمتهم ، وإلا فهذا طريق كلما ازداد صاحبه سيرا زاد بعدا عن ساحة معرفة الحق التي هي غاية سير السالكين ، فإن خلو القلب عن حبه تعالى هو السبب الأعظم في استحسان الصور فكيف يصير طريقا له ، وفي علل الشرايع



[1] لم يوجد في كتب أحاديث الشيعة ، قال المحدث الحر العاملي في هامش مقدمة كتاب العبادات من وسائله : ( ولا يحضرني الآن إن أحدا من أصحابنا رواه في كتاب من كتب الشيعة ، نعم بعض المتأخرين وكأنه من روايات العامة ) - هامش أنيس الموحدين : 177 .
[2] تفسير القمي 2 : 242 ، والآية في الزمر : 9 .

328

نام کتاب : نفس الرحمن في فضائل سلمان نویسنده : ميرزا حسين النوري الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 328
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست