responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفس الرحمن في فضائل سلمان نویسنده : ميرزا حسين النوري الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 238


وجملة اشتغاله فيما أمره الله تعالى به ونهاه عنه ، فإذا لم ير العبد لنفسه فيما خوله الله تعالى ملكا هان عليه الإنفاق فيما أمره الله تعالى أن ينفق فيه ، وإذا فوض العبد تدبير نفسه إلى مدبره هان عليه مصائب الدنيا ، وإذا اشتغل العبد بما أمره الله تعالى ونهاه لا يتفرغ منهما إلى المراء والمباهات مع الناس ، فإذا أكرم الله العبد بهذه الثلاثة هان عليه الدنيا وإبليس والخلق ، ولا يطلب الدنيا تكاثرا وتفاخرا ، ولا يطلب ما عند الناس عزا وعلوا ، ولا يدع أيامه باطلا ، فهذا أول درجة التقى - ثم تلا عليه السلام : - ( تلك الدار الآخرة - الخ ) [1] - والخبر طويل ) [2] ، وفي الحديث النبوي المتقدم : ( لا فضل لعربي على عجمي ، ولا لأحمر على أسود إلا بالتقوى ) [3] ، فالخالي عنهما كالأنعام بل أضل سبيلا ، ولذا قال النبي صلى الله عليه وآله كما في الخصال : ( لا خير في العيش إلا لرجلين : عالم مطاع ، أو مستمع واع ) [4] .
ونريد بالعلم : عبادة القلب وعمله ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله :
( أفضل العبادة الفقه ) [5] ، وبالعمل : عبادة الجوارح وعملها ، غير أن التقوى والعبادة إذا نسبت إلى الأعلى - وهي القلب - تسمى علما ، وإلى الأسفل - وهي الجسد - تسمى عملا ، فكما أن قوام الجسد بالقلب كذلك قوام العمل بالعلم ، كما قالوا : إن العلم روح العمل وإن العمل الخالي عن العلم وإن كثر لا يزداد صاحبه إلا بعدا ونفورا ، ( وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا ) ، ولذا كان الخلل فيه متداركة بالعلم ، كما قال عليه السلام : ( والله لنوم على يقين أفضل من عبادة أهل الأرض ) ، وقال النبي صلى الله عليه وآله :
( من تعلم بابا من العلم ، عمل به أو لم يعمل ( به ) ، كان أفضل من أن يصلي ألف ركعة تطوعا ) [7] ، ولا عكس ، كما قال عليه السلام : ( إياكم والجهال من المتعبدين ) [8] ، وقال عليه السلام : ( قطع ظهري اثنان : عالم متهتك وجاهل



[1] القصص : 83 .
[2] بحار الأنوار 1 : 6 - 225 .
[3] الدر المنثور 6 : 98 .
[4] الخصال 1 : 41 .
[5] بحار الأنوار 1 : 167 . ( 6 ) الفرقان : 23 .
[7] بحار الأنوار 1 : 18 .
[8] بحار الأنوار 2 : 106 .

238

نام کتاب : نفس الرحمن في فضائل سلمان نویسنده : ميرزا حسين النوري الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 238
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست