responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفس الرحمن في فضائل سلمان نویسنده : ميرزا حسين النوري الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 237


سريرتك كعلانيتك : إن الذي دل عليه العقل ، وهو البرهان القاطع ، والنقل ، وهو النور الساطع ، إن مناط الفضل وملاكه الذي عليه المدار في التفضيل إنما هو بالغاية التي خلق لأجلها ، فإن شرف الشئ بغايته ، وهي في خلق الثقلين معرفة الله تعالى ، بقوله تعالى : ( ما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) [1] : أي ليعرفون - كما ورد عنهم [2] - ، وقوله تعالى في الحديث القدسي : ( كنت كنزا مخفيا فأحببت أن أعف فخلقت الخلق لكي أعرف ) [3] ، وفي أصل زيد الزراد من الأصول الأربعمأة عنه عن أبي عبد الله عليه السلام قال : ( قال أبو جعفر عليه السلام : يا بني ! اعرف منازل شيعة علي على قدر روايتهم ومعرفتهم ، فإن المعرفة هي الدراية للرواية ، وبالدرايات للروايات يعلو المؤمن إلى أقصى درجة الإيمان ، إني نظرت في كتاب لعلي عليه السلام فوجدت فيه : إن زنة كل امرئ وقدره معرفته ، إن الله عز وجل يحاسب العباد على قدر ما آتاهم من العقول في دار الدنيا ) [4] ، وطريق الوصول إلى تلك الغاية منحصر في العلم والعمل ، فالفضل فيهما ، وعبر عنهما بالتقوى في قوله تعالى : ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) [5] .
وقال الصادق عليه السلام لعنوان البصري : ( ليس العلم بالتعلم ، إنما هو نور يقع في قلب من يريد الله تبارك وتعالى أن يهديه ، فإن أردت العلم فاطلب أولا في نفسك حقيقة العبودية واطلب العلم باستعماله واستفهم الله يفهمك ، فقال [6] : ( يا أبا عبد الله ! ) ما حقيقة العبودية ؟ قال : ثلاثة أشياء :
أن لا يرى العبد لنفسه فيما خوله الله ملكا ، لأن العبيد لا يكون لهم ملك ، يرون المال مال الله يضعونه حيث أمرهم الله به ، ولا يدبر العبد لنفسه تدبيرا ،



[1] الذاريات : 56 .
[2] علل الشرايع : 9 ، في الصادقي : ( خرج الحسين عليه السلام على أصحابه فقال : أيها الناس ! إن الله جل ذكره ما خلق الخلق لا ليعرفوه ، فإذا عرفوه عبدوه - الخ ) .
[3] الكلمات المكنونة للفيض : 33 .
[4] الأصول الستة عشر ، أصل زيد الزراد : 3 - 4 .
[5] الحجرات : 13 .
[6] في المصدر : ( قلت : يا شريف ، فقال : قل يا أبا عبد الله ، قلت : يا أبا عبد الله - الخ ) .

237

نام کتاب : نفس الرحمن في فضائل سلمان نویسنده : ميرزا حسين النوري الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 237
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست