responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نظريات الخليفتين نویسنده : الشيخ نجاح الطائي    جلد : 1  صفحه : 88


فخرج وقد عصب على رأسه عصابة ، وعليه قطيفة ، ثم صعد المنبر ، وقال ( صلى الله عليه وآله ) : يا أيها الناس ، فما مقالة بلغتني عن بعضكم ، في تأميري أسامة بن زيد ؟ والله لئن طعنتم في إمارتي أسامة ، لقد طعنتم في إمارتي أباه من قبله ، وأيم الله ، إن كان للإمارة لخليقا وإن ابنه من بعده لخليق للإمارة .
وقد قالوا في أسامة : يستعمل هذا الغلام على المهاجرين والأنصار ، وكان عمره ثمان عشرة سنة ، وقيل تسع عشرة سنة [1] .
وذكر الواقدي شيئا غامضا عن المخالفين لحملة أسامة فقال : وكان أشدهم قولا عياش بن أبي ربيعة القائل : يستعمل هذا الغلام على المهاجرين الأولين [2] .
وقال الشهرستاني : الخلاف الثاني في مرضه إنه قال : جهزوا جيش أسامة ، لعن الله من تخلف عنه . فقال قوم : يجب علينا امتثال أمره ، وأسامة قد برز من المدينة . وقال قوم : قد اشتد مرض النبي عليه الصلاة والسلام ، فلا تسع قلوبنا مفارقته والحالة هذه ، فنصبر حتى نبصر أي شئ يكون من أمره [3] .
إذا التخلف عن حملة أسامة كان يعتمد على عذرين : الأول : الشك في قيادة أسامة . والثاني : اشتداد مرض النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وعدم قدرة العاصين على مفارقة الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ؟ !
أما الشق الأول ، فقد أجاب عنه الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ، بتركيزه على قوة وقابلية أسامة ، وفعلا أثبت ذلك في حربه هناك .
وأما الشق الثاني ، فقد انتفى وانحلت أركانه بلعن النبي ( صلى الله عليه وآله ) المتخلفين عن حملة أسامة ، ولا يمكن أن يكون العاصي والملعون على لسان النبي ( صلى الله عليه وآله )



[1] تاريخ الطبري 3 / 188 ، السيرة الحلبية 3 / 207 .
[2] مغازي الواقدي 2 / 1118 .
[3] الملل والنحل ، الشهرستاني 1 / 23 .

88

نام کتاب : نظريات الخليفتين نویسنده : الشيخ نجاح الطائي    جلد : 1  صفحه : 88
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست