نام کتاب : نظريات الخليفتين نویسنده : الشيخ نجاح الطائي جلد : 1 صفحه : 73
فقال ( صلى الله عليه وآله ) له : اذهب حيث شئت . فقال : يا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) هذا سلب العامري الذي قتلته ، رحله وسيفه فخمسه . فقال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إذا خمسته رأوني لم أوف لهم بالذي عاهدتهم عليه ، ولكن شأنك بسلب صاحبك ، وعند ذلك ذهب أبو بصير إلى محل من طريق تمر به عيرات قريش ، واجتمع إليه جمع من المسلمين المستضعفين ، الذين كانوا قد احتبسوا بمكة إذ بلغهم خبره . وأن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال في حقه " إنه مسعر حرب لو كان معه رجال ، فتسللوا حينئذ إليه ، وانفلت أبو جندل بن سهل بن عمرو ، وخرج من مكة في سبعين فارسا أسلموا ، فلحقوا بأبي بصير ، وكرهوا أن يقدموا على رسول الله في تلك المدة - مدة المهادنة - وانضم إليهم ناس من غفار وجهينة وأسلم ، وطوائف أخر من العرب حتى بلغوا ثلاثمائة مقاتل فقطعوا مارة قريش ، لا يظفرون بأحد منها إلا قتلوه ، ولا مر بهم عير إلا أخذوها ، ومنعوا الدخول إلى مكة والخروج منها . فاضطرت قريش أن تكتب لرسول الله تسأله بالأرحام التي بينه وبينها ، إلا آواهم ، وأرسلت أبا سفيان بن حرب في ذلك ، فأبلغه أبو سفيان : أنا أسقطنا هذا الشرط من شروط الهدنة ، فمن جاءك منهم فامسكه من غير حرج ، وحينئذ كتب رسول الله إلى أبي جندل وأبي بصير أن يقدما عليه ، وأن يلحق من معهما من المسلمين بأهليهم ، ولا يتعرضوا لأحد مر بهم من قريش ، ولا لعيراتهم ، فقدم كتاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عليهما وأبو بصير ( رضي الله عنه ) يموت فمات والكتاب في يده ، فدفنه أبو جندل مكانه ، وجعل عند قبره مسجدا ، وقدم أبو جندل على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) مع ناس من أصحابه ، ورجع باقيهم إلى أهليهم ، وأمنت قريش على عيراتهم . وحينئذ عرف الصحابة الذين عظم عليهم رد أبي جندل إلى قريش مع أبيه
73
نام کتاب : نظريات الخليفتين نویسنده : الشيخ نجاح الطائي جلد : 1 صفحه : 73