نام کتاب : نظريات الخليفتين نویسنده : الشيخ نجاح الطائي جلد : 1 صفحه : 68
وقال عمر : وخشيت أن ينزل في قرآن [1] . ولما جعل عمر يرد على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) الكلام قال له أبو عبيدة بن الجراح : ألا تسمع يا ابن الخطاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ما يقول ، نعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، فقال الرسول ( صلى الله عليه وآله ) يومئذ : يا عمر إني رضيت وتأبى . وكان الصلح على أن يرجع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بأصحابه من الحديبية ، فإذا كان العام القابل ، تخرج قريش من مكة ، فيدخلها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بأصحابه ، فيقيم بها ثلاثا ، وليس معه من السلاح سوى السيوف في القرب ، وأن توضع الحرب بينه وبينهم عشر سنين ، يأمن فيها الناس ، ويكف فيها بعضهم عن بعض ، وأنه من أحب من العرب أن يدخل في عقد محمد وعهده دخل فيه ، ومن أحب أن يدخل في عقد قريش وعهدهم دخل فيه ، وأن يكون بين الفريقين عيبة مكفوفة ( أي صدور منطوية على ما فيها لا تبدي عداوة ) وأنه لا إسلال ولا إغلال ( أي لا سرقة ولا خيانة ) ، وأنه من أتى محمدا من قريش ممن هو على دين محمد بغير إذن وليه رد إليه ، ومن أتى قريشا ممن مع محمد فارتد عن الإسلام لا ترده قريش إليه ، فقال المسلمون : سبحان الله كيف نرد للمشركين من جاءنا منهم مسلما . وعظم عليهم هذا الشرط . فقالوا يا رسول الله : أتكتب هذا على نفسك ؟ قال : نعم إنه من ذهب منا مرتدا أبعده الله ، ومن جاءنا مسلما فرددناه إليهم سيجعل الله له فرجا ومخرجا . فبينما رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) هو وسهيل بن عمرو بن عبد ود العامري يكتبان الكتاب بالشروط المذكورة ، إذ جاء أبو جندل - واسمه العاص - بن عمرو بن عبد ود العامري إلى المسلمين ، يرسف في قيوده ، وكان أسلم بمكة قبل ذلك ، فمنعه أبوه