نام کتاب : نظريات الخليفتين نویسنده : الشيخ نجاح الطائي جلد : 1 صفحه : 50
ذكر في كتب السيرة بأن من صفات عمر الخشونة ، وحدة الطبع ، وسرعة الغضب ، والاندفاع السريع في الأحداث ، وجرأته ، وعدم سماحه للمرأة بالتدخل في شؤون زوجها وخاصة الشؤون السياسية . واعتماده في حل القضايا على مفتاح القوة ، واعتماده على دهاة العرب والطلقاء . وعرف بعبوسه الدائم ، واستخدامه ليده ، ودرته ، وحبه للغناء ، وولعه في الجاهلية بالخمرة ، وشغفه بالنبيذ في الإسلام . وسار على منهج الرسول ( صلى الله عليه وآله ) وأبي بكر في الاهتمام بالغزو الخارجي . فانشغل المسلمون بفتح العراق والشام ومصر وإيران وغيرها . وقد التفت الكاتب المصري عباس محمود العقاد لهذه الصفات والأعمال وظهورها في سلوك عمر فدفعه لكتابة بعض السطور صور فيها العقاد عمر بن الخطاب بالجندي ، الذي حول البلاد إلى معسكر ، فقال العقاد في قضية نصر بن حجاج الذي قص عمر شعره ، ونفاه من المدينة ، لأن امرأة تغزلت به : " وفي القضية جور على نصر بن الحجاج لا جدال فيه ، ولكن في سبيل مصلحة أكبر وأبقى ، أو في سبيل مصلحة يرعاها الحكم العسكري في أزمنة كزمان عمر ، ويقضي فيها بما هو أعجب من إقصاء نصر بن حجاج ، يرعاها أحيانا بمنع الإقامة بمكان ، ومنع المرور من طريق ، وتحريم تجارة لا حرام فيها ، ومراقبة إنسان يخشى أن يقود إلى جريمة ، وتقييد السهر بعد موعد من الليل " . وقال العقاد : " والقضاء لم يكن من لوازم الطبيعة الجندية ، وإن تولاه القادة والجند في أيام الفتن ، والأيام الأولى التي فيها الدول الناشئة والنظم الجديدة . وبالفطرة التي فطر ( عمر ) عليها كان يحب ما يحسن بالجندي في بدنه وطعامه ، ويكره ما ليس بالمستحسن فيه . وخليق بمثل هذا الرجل ألا يكون له شعار غير شعار الجند حيث كانوا :
50
نام کتاب : نظريات الخليفتين نویسنده : الشيخ نجاح الطائي جلد : 1 صفحه : 50