نام کتاب : نظريات الخليفتين نویسنده : الشيخ نجاح الطائي جلد : 1 صفحه : 51
الأمر هو الأمر ، والطاعة هي الطاعة " [1] . وقال العقاد : " وشاءت الجاهلية أن تورطه في بعض أهوائها ، فكان هواه منها معاقرة الخمر ، يحبها ويكثر منها . وقد نرى أنه هوى قريب من مزاج الجند ، غير نادر فيهم . إذ الخمر توافق ما فيهم من سورة طبع ، وتشغلهم عن الخطر أو تعينهم عليه ، وتصاحبها في كثير من الأحيان ضجة يألفونها " [2] . وقد أحب ضجة الدفوف وهي في سياق هذا الهوى ، وظل يحبها بعد إسلامه وخلافته ، وإن كرهها في غير الأعراس . . . فسمع ضوضاء في دار فسأل : ما هذا ؟ قيل له : عرس فقال : هلا حركوا غرابيلهم ( أي الدفوف ) على أنه كان يحب الغناء جملة ويطيل الاصغاء إليه . فطبيعة الجندي في الفاروق تامة متكاملة بأصولها وفروعها [3] . ويذكر أن جيش قريش الذي قدم إلى معركة بدر بقيادة أبي جهل وعتبة بن ربيعة وشيبة بين ربيعة وأمية بن خلف وغيرهم ، قد جاءوا بخمرهم وراقصاتهم ، ولما سمعوا بنجاة قافلة التجارة المكية ، طلب أبو سفيان منهم العودة ، فقالوا : والله لا نرجع حتى ننزل بدرا ، فنقيم به ثلاث ليال ، ويرانا من غشينا من أهل الحجاز ، فإنه لن يرانا أحد من العرب وما جمعنا فيقاتلنا ، وهم الذين قال الله عز وجل عنهم : { ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرا ورئاء الناس } [4] . وبينما كانت سمة الجيش الجاهلي شرب الخمر ، والضرب بالدف ، واللهو
[1] عبقرية عمر للعقاد 61 - 65 . [2] المصدر السابق ، 69 . [3] عبقرية عمر للعقاد 71 . [4] سورة الأنفال 47 ، تاريخ الطبري 2 / 131 .
51
نام کتاب : نظريات الخليفتين نویسنده : الشيخ نجاح الطائي جلد : 1 صفحه : 51