نام کتاب : نظريات الخليفتين نویسنده : الشيخ نجاح الطائي جلد : 1 صفحه : 47
وجاء : فلما رأى حمزة وجل القوم من عمر ، قال حمزة : نعم . فهذا عمر فإن يرد الله بعمر خيرا يسلم ، ويتبع النبي ( صلى الله عليه وآله ) وإن يرد غير ذلك فقتله علينا هين . قال : والنبي ( صلى الله عليه وآله ) داخل يوحى إليه فقال : فخرج رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حتى أتى عمر ، فأخذ بمجامع ثوبه وحمائل السيف فقال ( صلى الله عليه وآله ) : أما أنت منتهيا يا عمر حتى ينزل الله بك من الخزي ، والنكال ما أنزل بالوليد بن المغيرة [1] . الرواية تقول : إنه خرج متقلدا السيف ، ووطأ ختنه ، وأدمى أخته وأن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قد خرج له من البيت عند قدومه ولم يخبره أحد بأن عمر جاء ليسلم فأخذ ( صلى الله عليه وآله ) بمجامع ثوبه ، وحمائل سيفه ، مهددا إياه بالعقوبة الإلهية ، التي نزلت على الوليد بن المغيرة ، فأسلم عمر . فواضح أن إسلام عمر قد جاء بعد التهديد النبوي ( صلى الله عليه وآله ) ، والنصيحة المحمدية له ، وهذا التفسير أقرب إلى الصواب . وتصميم عمر على قتل النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وهو في بداية الدعوة الإسلامية في مكة ، بادرة خطيرة في ذلك الزمن ، من قبل شخص عادي في المجتمع ، مثل عمر المنحدر من بيت مغمور . . . ومثل هذا التصميم ، كان من مسؤولية وجهاء كفار قريش ، من أمثال أبي جهل ، وأبي سفيان ، وعتبة بن ربيعة ، وشيبة بن ربيعة ، وعمرو بن هشام . . . وهؤلاء الوجهاء لم يحكموا على النبي ( صلى الله عليه وآله ) بالموت إلا بعد أن استنفدوا كل وسائلهم في إغرائه ، وردعه عن تبليغ الإسلام ، من حصار اقتصادي ( دام ثلاث سنين ) وحرب نفسية ، واعتداءات وحشية على شخصه المبارك والمسلمين . فصبر المسلمون في هذا الطريق الطويل ثلاث عشرة سنة . . . ولم يحكموا بالموت على النبي ( صلى الله عليه وآله ) إلا بعد وفاة عمه أبي طالب ، ( زعيم بني