نام کتاب : نظريات الخليفتين نویسنده : الشيخ نجاح الطائي جلد : 1 صفحه : 312
وقال عبد الله بن عامر : رأيي لك يا أمير المؤمنين ( عثمان ) أن تأمرهم بجهاد يشغلهم عنك ، وأن تجمرهم في المغازي ، حتى يذلوا لك ، فلا تكون همة أحدهم إلا نفسه ، وما هو فيه من دبر دابته وقمل فروته [1] . فهدف الغزو هنا إذلال الناس وإشغالهم وليس الفتح الإسلامي ونشر الدين . وفي أحيان أخرى كان هدف الملك المال وليس الإسلام ، إذ أخبر أحد الولاة هشام بن عبد الملك بقلة الموارد المالية في بلاده ، فقال له هشام : احلب الدر فإن انقطع احلب الدم ! وأعاد هشام الجزية على من أسلم من أهل السغد فكفرت السغد وبخارى [2] . ولما ضعفت بعض الموارد المالية بسبب تحول الكفار نحو الإسلام قررت السلطة الأموية أخذ الجزية منهم ولو أسلموا ! وقد جاء في القرآن الكريم آيات كثيرة تحث على الجهاد والغزو : { والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك هم المؤمنون حقا لهم مغفرة ورزق كريم } [3] . { والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا } [4] . كما قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) أحاديث كثيرة تحث على الغزو والجهاد ، وشارك بنفسه في حروب الجهاد والفتح ، فكان هذا أكبر دليل على تشجيعه لذلك . . . ولقد غزا النبي ( صلى الله عليه وآله ) بنفسه وبقيادته ثمان وعشرين غزوة ؟ ! ! ولما بلغ عمر النبي ( صلى الله عليه وآله ) الشريف ( صلى الله عليه وآله ) ثلاثا وستين سنة ، أستمر في حضور ساحات الحرب والقتال .