نام کتاب : نظريات الخليفتين نویسنده : الشيخ نجاح الطائي جلد : 1 صفحه : 311
النبي ( صلى الله عليه وآله ) ثلاث حملات إلى بلاد الروم ( الشام ) . فيكون النبي ( صلى الله عليه وآله ) في مدة قصيرة قد فتح جزيرة العرب ، وأرسل جيوشه إلى خارجها . وبهذا يتوضح أن نظرية الغزو والجهاد قد أسسها الرسول ( صلى الله عليه وآله ) وقادها بنفسه ، فتعود المسلمون على هذا الاندفاع والاستبسال لطلب الأجر والثواب والرغبة في الشهادة . وهذا الاندفاع البطولي لم تقف أمامه جيوش كسرى وجحافل هرقل ولم تصده جبال إيران ولا مضيق الأندلس . عليه نعرف أن الجهاد والغزو الذي دعا إليه الله في محكم كتابه وحديث رسوله هو الذي علم المسلمين الحرب في سبيل الله لفتح البلدان الأخرى ونشر راية الإسلام . فلم تقف أمام جيوش المسلمين فيلة رستم ، ولا الأعداد الهائلة من جنده ، فتلك الجيوش الموحدة التي تعودت على الحرب ، بقلة العدد والعدة ، والاعتماد على نصر الله ، والركون إلى الإيمان ، والتوسل بالشهادة ، لم تلتفت وراءها ، بل صوبت وجوهها إلى الأمام لفتح الحصون تمهيدا لفتح القلوب بنور الإسلام . وبلغت تلك الجيوش حدا من التوكل على الله سبحانه والاحتماء بالتقوى ، أنها كانت تنتصر على الأعداء في جبهات القتال ضد الكفر حتى في زمن ملوك بني أمية البعيدين عن التقوى ! فبينما كانت جيوش الموحدين تستبسل في جبهات القتال في الهند والأندلس ، كان الوليد بن يزيد يقضي ليله في الغناء والسكر مع بطانته وحاشيته الفاسدتين . حتى بلغ الأمر من التدهور ، أن قتلت السلطة الأموية موسى بن نصير فاتح الأندلس مع أبنائه ، كي تسلب منه الشهرة والفخر ، وتبقى وحدها صاحبة ذلك ؟ !
311
نام کتاب : نظريات الخليفتين نویسنده : الشيخ نجاح الطائي جلد : 1 صفحه : 311