نام کتاب : نظريات الخليفتين نویسنده : الشيخ نجاح الطائي جلد : 1 صفحه : 250
الموجودة بها فمالك به انتفاع ، فلا نعارضك به ، وما لا انتفاع لك به فنحن أولى به : فقال له عمرو : ما الذي تحتاج إليه ؟ قال : كتب الحكمة التي في الخزائن الملوكية . فقال عمرو : هذا لا يمكنني أن آمر فيه إلا بعد استئذان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب . فكتب إلى عمر وعرفه قول يحيى فورد عليه كتاب عمر يقول فيه : " وأما الكتب التي ذكرتها فإن كان فيها ما يوافق كتاب الله ففي كتاب الله عنه غنى ، وإن كان فيها ما يخالف كتاب الله فلا حاجة إليه فتقدم بإعدامها . فشرع عمرو بن العاص في تفريقها على حمامات الإسكندرية وإحراقها في مواقدها فاستنفدت في مدة ستة أشهر ، فاسمع ما جرى واعجب [1] . ولقد تعرضت الكتب العلمية في بغداد للإحراق والإتلاف في نهر دجلة مرتين . مرة بعد الفتح الإسلامي بأمر الخليفة عمر فذهبت كتب السومريين والأكديين والفرس وهم أصحاب الحضارات القديمة ، ومرة أخرى بعد الغزو المغولي للعراق ، حيث قضى هولاكو على كل الكتب العلمية المكتوبة في العصر الإسلامي الأول وزمن الأمويين والعباسيين . وهاتان الخسارتان للكتب العلمية لم ولن تعوضا أبدا . بينما قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : اطلبوا العلم ولو في الصين . وقال الإمام علي ( عليه السلام ) : العلم ضالة المؤمن فخذوه ولو من المشركين . وقال ( عليه السلام ) : الحكمة ضالة المؤمن يطلبها ولو من أيدي الشرط [2] . ويذكر أن منطقة العراق ومصر وإيران هي مكان الحضارات العريقة التي
[1] تاريخ التمدن الإسلامي 46 ، كتاب الدول لأبي الفرج الملطي 180 . [2] جامع بيان العلم ، لابن عبد البر 51 من مختصره .
250
نام کتاب : نظريات الخليفتين نویسنده : الشيخ نجاح الطائي جلد : 1 صفحه : 250