نام کتاب : نظريات الخليفتين نویسنده : الشيخ نجاح الطائي جلد : 1 صفحه : 249
فدعا بالدرة فجعل يضربه بها ثم قرأ : نحن نقص عليك أحسن القصص ، وكان في الكوفة رجل يطلب كتب دانيال ، فجاء فيه كتاب من عمر بن الخطاب أن يرفع إليه فلما قدم على عمر علاه بالدرة [1] . ومن خلال موقف الخليفة عمر من الكتب العلمية ، ومنعه تفسير القرآن ، ومنعه تدوين الحديث ونشره يكون موقف الخليفة من هذا الموضوع معلوما وواضحا . وقال الكاتب جرجي زيدان : والمؤرخون من العرب وغيرهم مختلفون في كيفية ضياعها ( مكتبة الإسكندرية ) . فمنهم من ينسب إحراقها إلى عمرو بن العاص بأمر عمر بن الخطاب ، ويستدلون على ذلك ببعض النصوص العربية وأشهرها قول أبي فرج الملطي وعبد اللطيف البغدادي والمقريزي والحاج خليفة . ومنهم : من يجل العرب عن ذلك ويطعن في تلك الروايات ويضعفها . وقد كنا ممن جاري هذا الفريق في كتابنا " تاريخ مصر الحديث " منذ بضع عشر سنة ، ثم عرض لنا بمطالعاتنا المتواصلة في تاريخ الإسلام والتمدن الإسلامي في ترجيح الرأي الأول لأسباب نحن باسطوها فيم يلي إجلاء للحقيقة فنقول : أولا : قد رأيت فيما تقدم رغبة العرب في صدر الإسلام في محو كل كتاب غير القرآن بالإسناد إلى الأحاديث النبوية وتصريح مقدمي الصحابة . ثانيا : جاء في تاريخ مختصر الدول لأبي فرج الملطي عند كلامه عن فتح مصر على يد عمرو بن العاص ما نصه : وعاش يحيى الغراماطيقي إلى أن فتح عمرو ابن العاص مدينة الإسكندرية ، ودخل على عمرو وقد عرف موضعه من العلوم ، فأكرمه عمرو وسمع من ألفاظه الفلسفية التي لم تكن للعرب بها أنسة ما هاله ، ففتن به . وكان عمرو عاقلا حسن الاستماع صحيح الفكر فلازمه وكان لا يفارقه ، ثم قال له يحيى يوما : إنك قد أحطت بحواصل الإسكندرية وختمت على كل الأصناف
[1] سيرة عمر ، ابن الجوزي 107 ، كنز العمال 1 / 95 .
249
نام کتاب : نظريات الخليفتين نویسنده : الشيخ نجاح الطائي جلد : 1 صفحه : 249