نام کتاب : نظريات الخليفتين نویسنده : الشيخ نجاح الطائي جلد : 1 صفحه : 239
النبوي . وسار أبو بكر وعمر على تلك النظرية القائلة بأن النبي ( صلى الله عليه وآله ) يغضب ويرضى فكيف تكتبون عنه تفسير المنار ، ( محمد رشيد رضا 10 / 766 ، 19 / 511 ) . وتلك النظرية معارضة لنظرية الله تعالى في رسوله . إذ قال : { إن هو إلا وحي يوحى } . فالملاحظ أن أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قد أشاروا على عمر بكتابة السنن دون مخالف منهم لهذا . ورأي الصحابة يبين أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) هو الذي دعا إلى كتابة السنن النبوية . فإذا كان النبي ( صلى الله عليه وآله ) وأصحابه يدعون إلى كتابة السنن لأهميتها فلماذا خالف عمر في ذلك الحزب القرشي ؟ إن نظرية الحزب القرشي تتمثل في حسبنا كتاب الله ، وهذه النظرية تتضمن هذا المعنى أي منع تدوين الحديث النبوي . لذلك دعا عمر إلى عدم كتابة الحديث النبوي الشريف ، وحبس الصحابة في المدينة كي لا ينتشروا في الدول المختلفة فينتشر معهم الحديث النبوي . وذهب عمر لأبعد من ذلك في معتقده يوم أحرق الحديث النبوي الشريف ، المكتوب على جلود الحيوانات والأخشاب [1] . وهذه خسارة لا تعوض للتراث الإسلامي والشريعة الغراء وقد قالوا في أسباب إقدام عمر المذكور : إن عمر خاف من اختلاط الحديث النبوي بالآيات القرآنية ، والجواب : إن القرآن كان قد جمعه الإمام علي ( عليه السلام ) بعد وفاة الرسول ( صلى الله عليه وآله ) فكان يسمى بقرآن علي ( عليه السلام ) . وقد جمعه ابن عباس فسمي بقرآن ابن عباس . وقد جمعه عبد الله بن مسعود فسمي بقرآن ابن مسعود . وكان النبي ( صلى الله عليه وآله ) نفسه قد دعا إلى جمعه في حياته .