نام کتاب : نظريات الخليفتين نویسنده : الشيخ نجاح الطائي جلد : 1 صفحه : 238
والملاحظ لسيرة أهل الكتاب ، يفهم أن انحرافهم قد جاء من منعهم كتابة الحديث النبوي ، وتحريف الكتب السماوية . وأبو بكر وعمر وعثمان وباقي الصحابة يدركون ذلك ؟ ! ولم نجد في كتب اليهود أنهم ساروا على آراء الأوصياء ، فترك أتباع النبي سليمان ( عليه السلام ) وصيهم آصف بن برخيا . وترك أتباع النبي موسى ( عليه السلام ) وصيهم يوشع . وبذلك يكون أصحاب سليمان وموسى ( عليه السلام ) قد تركوا الوصي والحديث النبوي ، وهكذا فعل المسلمون بعد النبي ( صلى الله عليه وآله ) بتركهم الوصي ( علي ) ( عليه السلام ) والحديث النبوي ، ولقد قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : لتتبعون سنن من قبلكم شبرا بشبر ! وبعد منع أبي بكر وعمر الناس من كتابة الحديث النبوي انتشرت أحاديث كعب وتميم الداري باسم الأحاديث النبوية . لقد كانت نظرية الحزب القرشي تتمثل في عدم كتابة الحديث النبوي أي على خلاف رأي النبي ( صلى الله عليه وآله ) والصحابة . عن عروة : أن عمر بن الخطاب أراد أن يكتب السنن فاستفتى أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في ذلك فأشاروا عليه أن يكتبها ، فطفق عمر يستخير الله فيها شهرا ، ثم أصبح يوما وقد عزم الله له فقال : إني كنت أريد أن أكتب السنن وإني ذكرت قوما كانوا قبلكم كتبوا كتبا فأكبوا عليها وتركوا كتاب الله ، وإني والله لا أشوب كتاب الله بشئ أبدا [1] . وكان عمر مات ولم ينسخ كتاب الله أيضا ، فأبقى المسلمين دون كتاب ودون حديث ، والكتاب دون تفسير وبعدة قراءات ، والحديث النبوي ممنوع تدوينه والنطق به ، وأهل البيت ( عليهم السلام ) محذوفون بنظرية حسبنا كتاب الله ! ! وكانت نظرية اليهود متفقة مع الحزب القرشي في عدم كتابة الحديث
[1] طبقات ابن سعد 3 / 206 ، مختصر جامع بيان العلم 33 ، تاريخ الخلفاء ، السيوطي 138 .
238
نام کتاب : نظريات الخليفتين نویسنده : الشيخ نجاح الطائي جلد : 1 صفحه : 238