نام کتاب : نظريات الخليفتين نویسنده : الشيخ نجاح الطائي جلد : 1 صفحه : 218
يوم الخميس : إنه ( صلى الله عليه وآله ) يهجر ، حسبنا كتاب الله . إذن نظرية منع نشر الحديث النبوي ومنع كتابته قد قالها عمر ورفاقه في أيام حياة النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، ولا علاقة لها بتخوف عمر وأبي بكر وعثمان من اختلاط الحديث بالقرآن الكريم ؟ ! فالنبي ( صلى الله عليه وآله ) قال : إئتوني بورقة ودواة لأكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا . فقال عمر : حسبنا كتاب الله . وقال أتباع عمر : القول ما قال عمر [1] . فالمؤكد هناك أمران ، أمر نبوي بكتابة الحديث ونشره وأمر قرشي بمنع كتابته ومنع نشره . وبذلك تكون عملية إيجاد التبريرات لأعمال عمر وأصحابه في هذا المجال ليس لها معنى ولا موضع ، لأنها أقوال ضد معتقدات عمر ورفاقه . فإن عمر لما منع من كتابة الوصية ، لم يخف من اختلاط الوصية بالقرآن بل رفضها وقال : حسبنا كتاب الله ، فلم يبرر عمله أمام النبي ( صلى الله عليه وآله ) بما ذكروه . ذكر السيوطي في تفسيره : أخرج سعيد بن منصور ، وابن جرير ، وابن سعد ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر ، وابن مردويه ، والبيهقي في شعب الإيمان والخطيب ، والحاكم وصححه عن أنس ، أن عمر قرأ على المنبر : { فأنبتنا فيها حبا وعنبا وقضبا [ إلى قوله ] وأبا } [2] . قال : كل هذا قد عرفناه . فما الأب ؟ ثم رفض [ رفع ] عصا كانت في يده فقال : هذا لعمر الله هو التكلف ، فما عليك أن لا تدري ما الأب . اتبعوا ما بين هداه من الكتاب فاعملوا به ، وما لم تعرفوه ، فكلوه إلى ربه [3] .
[1] صحيح البخاري ، باب قول المريض قوموا عني 7 / 9 ، صحيح مسلم ، آخر الكتاب . [2] عبس ، 27 - 31 . [3] الدر المنثور 6 / 317 .
218
نام کتاب : نظريات الخليفتين نویسنده : الشيخ نجاح الطائي جلد : 1 صفحه : 218