نام کتاب : نظريات الخليفتين نویسنده : الشيخ نجاح الطائي جلد : 1 صفحه : 143
ولو تمكن عمر من إحراق البيت الهاشمي على أهل بيت النبوة : لحدثت فتنة عمياء تذهب برؤوس الكثير من المسلمين والمسلمات ، خاصة وأن رايات المعارضة قد فشت وكثرت ، فكان نتيجة إقدام فاطمة ( عليها السلام ) في فتح بابها ، ومنع إحراق منزلها ، أن ذهبت هي ضحية تلك الفتنة ، وهمها وهم زوجها إطفاء كل فتنة ، وحفظ بيضة الإسلام . وفي أحداث السقيفة كسر عمر أنف الحباب بن المنذر ، ذلك الأنصاري المعارض لطموحات وتوجهات قريش ، والذي ثبت مع النبي ( صلى الله عليه وآله ) في معركة أحد يوم فر أصحابه ووصف عمر سعد بن عبادة بوصف لا يتصف به ، إذ قال : قتله الله إنه منافق [1] . إن محاولة قتل النبي ( صلى الله عليه وآله ) في مكة تعادل محاولة قتل الإمام علي ( عليه السلام ) ( وصي المصطفى ) في المدينة ، لأن من شأن ذلك إحداث فتنة عمياء تقضي على الإسلام وفي الحالتين طلب عمر قتل زعيم بني هاشم . ومن مصاديق عدم مبالاة عمر بالأحداث مهما كانت خطرة ، إقدامه على تولية عثمان الخلافة ، وهو عالم بلينه وعصبيته الشديدة لبني أمية . علما بأن عمر نفسه قد هدد عثمان قائلا : وما يمنعني منك يا عثمان إلا عصبيتك وحبك قومك وأهلك [2] . فكانت النتيجة كما توقع عمر ذبح لعثمان وحدوث فوضى في أمور المسلمين . ومن مصاديق عدم مبالاة عمر بالعواقب ، إحراقه للحديث النبوي الشريف ، صحيح أنه أراد إخفاء مناقب منافسيه ، وهذه مصلحة سياسية كبرى له ، إلا أنه منع تدوين باقي الحديث المتعلق بتفسير القرآن ، وأحكام العبادات ،
[1] تاريخ الطبري 2 / 459 . [2] تاريخ الطبري 3 / 292 .
143
نام کتاب : نظريات الخليفتين نویسنده : الشيخ نجاح الطائي جلد : 1 صفحه : 143