نام کتاب : نظريات الخليفتين نویسنده : الشيخ نجاح الطائي جلد : 1 صفحه : 107
لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين } [1] . وقد تعجب الكثير من جرأة عمر في بيعته لأبي بكر في السقيفة ، فقد قال ابن أبي الحديد المعتزلي : قال النقيب : ومما جرأ عمر على بيعة أبي بكر ، والعدول عن علي وما كان يسمعه من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في أمره . أنه أنكر مرارا على الرسول ( صلى الله عليه وآله ) أمورا من الأمور التي كان يرى فيها المصلحة ، مما هي خلاف النص وذلك نحو إنكاره عليه في الصلاة على عبد الله بن أبي المنافق ، وإنكاره : فداء أسارى بدر ، وإنكاره عليه تبرج نسائه للناس ، وإنكاره قضية الحديبية ، وإنكاره أمان العباس لأبي سفيان بن حرب ، وإنكاره واقعة أبي حذيفة بن عتبة ، وإنكاره أمره بالنداء من قال لا إله إلا الله دخل الجنة ، وإنكاره أمره بذبح النواضح ، وإنكاره على النساء بحضرة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) هيبتهن له دون رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، إلى غير ذلك من أمور كثيرة تشتمل عليها كتب الحديث ، ولو لم يكن إلا إنكاره قول رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في مرضه : إئتوني بدواة وكتف ، أكتب لكم ما لا تضلون بعدي ، وقوله ما قال ، وسكوت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عنه . وأعجب الأشياء أنه قال ذلك اليوم : حسبنا كتاب الله ، فافترق الحاضرون من المسلمين في الدار ، فبعضهم يقول : القول ما قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وبعضهم يقول : القول ما قال عمر ، فقال رسول الله ، وقد كثر اللغط وعلت الأصوات : قوموا عني ، فما ينبغي لنبي أن يكون عنده هذا التنازع ، فهل بقي للنبوة مزية أو فضل ؟ ! فمن بلغت قوته وهمته إلى هذا ، كيف ينكر منه أن يبايع أبا بكر لمصلحة رآها ، ويعدل عن النص ، ومن الذي كان ينكر عليه ذلك ، وهو في القول الذي قاله للرسول ( صلى الله عليه وآله ) في وجهه . غير خائف من الأنصار ولا ينكر عليه أحد . . . وهو أشد