نام کتاب : نظريات الخليفتين نویسنده : الشيخ نجاح الطائي جلد : 1 صفحه : 106
وكانت جرأته عالية بقوله لسفير الله في الأرض : إنه يهجر [1] ، ورفع صوته على صوت النبي ( صلى الله عليه وآله ) [2] ، وسحبه النبي ( صلى الله عليه وآله ) من ثوبه عند إمامته صلاة الجماعة على روح ابن أبي . وقال عمر لصفية ( عمة النبي ( صلى الله عليه وآله ) ) [3] : إن قرابتك من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لا تغني عنك من الله شيئا ، ردا على ما نزل من قوله تعالى : { قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى } [4] . فكان بعض الصحابة يعتقدون أن بإمكانهم مخالفة وعصيان النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، ولو كان ذلك في محضره ، وأمام عينيه ، ولو أدى ذلك إلى غضبه ( صلى الله عليه وآله ) وانزعاجه . وقد أدى عصيان النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، في يوم رزية الخميس ، إلى غضبه وأمره بطرد العاصين لكلامه من بيته . فالنبي ( صلى الله عليه وآله ) الحليم والكريم الأخلاق والواسع الصدر ، لم يتحمل ذلك الوضع المزري ، والمعارضة المتوجه في الواقع إلى الله سبحانه وتعالى ، لأن معارضة أمر النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، تعني معارضة الله في واقع الحال . إذ قال الله سبحانه وتعالى : { إن هو إلا وحي يوحى علمه شديد القوى } [5] . فكلامه كلام الله عز وجل ، لا يخالفه إلا من خالف الرحمن ، وشذ عن الإسلام ، والله العظيم يقول في كتابه الشريف : { ولو تقول علينا بعض الأقاويل
[1] صحيح البخاري 4 / 490 باب جوائز الوفد ، صحيح مسلم 11 / 89 . [2] أخرج البخاري : كاد الخيران أن يهلكا رفعا أصواتهما عند النبي ( صلى الله عليه وآله ) حين قدم عليه ركب بني تميم فأنزل الله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي . . . } صحيح البخاري 3 / 190 ، تفسير سورة الحجرات . [3] مجمع الزوائد 8 ، 216 . [4] الشورى ، 23 . [5] النجم ، 4 ، 5 .
106
نام کتاب : نظريات الخليفتين نویسنده : الشيخ نجاح الطائي جلد : 1 صفحه : 106