نام کتاب : نظريات الخليفتين نویسنده : الشيخ نجاح الطائي جلد : 1 صفحه : 100
وفي الحالتين يكون عاصيا للأمر النبوي بالذهاب في حملة أسامة . إذ كان أسامة في الجرف ، وإذا كان عاصيا للأمر النبوي فكيف يعينه النبي ( صلى الله عليه وآله ) إماما للصلاة بدلا عنه ؟ وإذا كان إماما للصلاة بأمر نبوي فلماذا لم يبق في المدينة ليصلي بالناس بقية الأوقات ؟ فلقد كان أبو بكر في السنح عند موت النبي ( صلى الله عليه وآله ) ؟ [1] وبعد مماته . والمؤكد أن أبا بكر كان موجودا في المدينة في صبيحة يوم الاثنين ثم ذهب إلى السنح معرضا عن الأمر النبوي بالذهاب في حملة أسامة إلى الشام . فعندما مات النبي ( صلى الله عليه وآله ) أجمعت الأخبار على وجود أبي بكر هناك ، علما بأن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قد مات قبل صلاة ظهر يوم الاثنين . وإذا كانت أمامة الصلاة دلالة على الخلافة العظمى فلماذا لا تكون إمارة علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) للحج في السنة التاسعة دليلا عليها ؟ وهي تتضمن إمامة الصلاة وإمارة الحج وتبليغ سورة براءة ، وإرجاع أبي بكر إلى المدينة ، ووجله من نزول قرآن فيه وبكائه . أما أنس بن مالك الراوي الثاني للحديث فلقد كان منحرفا عن إمام المتقين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، وكان انحرافه إلى درجة أن امتنع من الشهادة مع باقي الصحابة في مسجد الكوفة بسماعه حديث رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : من كنت مولاه فهذا علي مولاه . فدعا عليه الإمام علي ( عليه السلام ) . وكان أنس بن مالك مع أبي بكر وعمر في أحداث السقيفة وما بعدها لذلك عينه أبو بكر واليا على البحرين [2] ، وطرده عمر . ومن الطبيعي أن يكون هذا الرجل الذي اعترف ولي المسلمين والمسلمون بكذبه غير صالح الحديث وخصوصا في قضية سياسية تخص إمامة المسلمين .
[1] تاريخ الطبري 2 / 441 ، الكامل في التاريخ ، ابن الأثير 2 / 323 . [2] تاريخ الإسلام ، الذهبي ، عهد الخلفاء الراشدين ص 121 ، تاريخ خليفة ص 123 .
100
نام کتاب : نظريات الخليفتين نویسنده : الشيخ نجاح الطائي جلد : 1 صفحه : 100