نام کتاب : نظرة عابرة إلى الصحاح الستة نویسنده : عبد الصمد شاكر جلد : 1 صفحه : 8
وكتابنا السماوي ، والسلف لا عصمة لهم ، فمنهم متعمق مصيب ، ومنهم معتد مريب ، ومنهم معتدل غير رقيب وحسيب : ( فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب ) [1] فكن ممن هداه الله ، ومن أولي الألباب ، ولا تكن من الذين قالوا : ( إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون ) [2] فتكون على آثارهم بغير حجة وبرهان مقتديا ، فتدخل في قوله تعالى : ( ويجعل الرجس على الذين لا يعقلون ) [3] . ( الأمر الثاني ) : للعصبية عوامل تنتهي كلها إلى الجهل ، وأقبح منها إثارة التعصب بين المسلمين وإلقاء العداوة والبغضاء والتنازع - بل التقاتل - بأيد مأجورة بدعم من جهات كما تعارف اليوم ، وهو من أظهر مصاديق الإفساد في الأرض وتخريب الدين . فإياك والاقتراب من هؤلاء الكتاب الأجراء الأشقياء ، وإياك والتعصب ، بأن ترى الحق كله في مذهبك والباطل كله في سائر المذاهب ، وإذا وفقك الله أن تحتمل بعض الحق في سائر المذاهب الإسلامية وبعض الباطل في مذهبك فقد نلت الخير ، وأني بعد مطالعة كتب الشيعة اقتنعت واعتقدت أمورا : أولها : بطلان كثير من المقولات الواردة في كتب أهل السنة في حقهم ، وأنها كذب وافتراء نعوذ بالله منه . ثانيها : إمكان التعايش السلمي والإخاء الإسلامي بين الشيعة وأهل