نام کتاب : نظرة عابرة إلى الصحاح الستة نویسنده : عبد الصمد شاكر جلد : 1 صفحه : 7
الواردة من طرق أهل السنة والشيعة وتحقيقها والتعمق فيها ، وفي مذاهب العلماء في ما اشترطوا في قبول الأحاديث وعدمه ، وفي ما يخص هذه الكتب عند أهلها بحسب الواقع من غير نزعة وعصبية ، فأراد أن يبين للمحققين والمنصفين من أهل السنة والشيعة نتائج بحثه وثمرات فحصه ، غير مبال بغيظ المتعصبين والمقلدين من المنتحلين إلى أهل العلم ، فإن الحق أحق أن يتبع ، والله يهدي من يشاء إلى الصراط المستقيم . واعلم أني ألفت كتابين ، أحدهما : في الروايات الواردة من طرق الشيعة ، وثانيهما : في الروايات الواردة من طرق أهل السنة ، وهو هذا الكتاب الماثل بين يديك أيها القارئ الكريم ، وهو أقل من الكتاب الأول ، أسأل الله تبارك وتعالى التوفيق لإتمامه وإصابة الحق ثم التوفيق لطبعه وجعله مفيدا لطلاب الحق ورواد العلم . وينبغي ذكر أمور قبل الشروع في مقاصد الكتاب : ( الأمر الأول ) : إياك وسوء الظن بالعلماء ، فإن الله تعالى أمر الناس باجتناب الكثير من الظن وهو ظن السوء بالمؤمنين كلهم ، فكيف بقادتهم وعلمائهم وأهل فضلهم الذين أكرمهم الله تعالى في كتابه بقوله : ( هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ) [1] . وإياك وسرعة الاسترسال على كل الرواة وأهل العلم والمؤلفين ، والاعتماد المطلق في كل ما يقولون وينقلون في دينك ، فإن سرعة الاسترسال لا تستقال ، والتقليد الأعمى وترك التحقيق وإهمال البحث والنظر ونسيان حكم العقل بمجرد اتباع الآباء وصلاح السلف مما لا يقبله ديننا