نام کتاب : نظرة عابرة إلى الصحاح الستة نویسنده : عبد الصمد شاكر جلد : 1 صفحه : 79
تاريخ آداب العرب : وكان أكثر الصحابة رواية أبو هريرة ، وقد صحب النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث سنين - بل صحب عاما وتسعة أشهر كما ذكره صاحب كتاب شيخ المضيرة - وعمر بعده نحوا من خمسين سنة ، ولهذا كان عمر وعثمان وعائشة ينكرون عليه ويتهمونه ، وهو أول راوية اتهم في الإسلام ، وكانت عائشة أشدهم إنكارا عليه لتطاول الأيام بها وبه إذ توفيت قبله بسنة . . . [1] . وإليك جملة من الأحاديث التي وردت عن أبي هريرة في صحيح البخاري وغيره والتي تكشف لنا ما حاله : ( 24 ) عن حيان سمعت أبا هريرة يقول : نشأت يتيما ، وهاجرت مسكينا ، وكنت أجيرا لابنة غزوان بطعام بطني وعقبة رجلي ، أحطب لهم إذا نزلوا ، وأحدو لهم إذا ركبوا ، فالحمد لله الذي جعل الدين قواما ، وجعل أبا هريرة إماما ( 2 ) . ( 25 ) عن أبي هريرة : ما من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أحد أكثر حديثا عنه مني إلا ما كان من عبد الله بن عمرو ، فإنه كان يكتب ولا أكتب ( 3 ) . أقول : نفس هذا الادعاء يدل على غلوه في شأنه وعدم تورعه في الكلام ، إما أولا : فإنه لم يصاحب النبي صلى الله عليه وسلم إلا عامين ، والحال أن جمعا من الصحابة صاحبه طيلة عمره الشريف كأبي بكر وعلي وغيرهم ، فكيف يدعي أنه أكثر حديثا من كل الصحابة . وإما ثانيا : لا يعرف عن ابن عمرو أنه أكثر حديثا منه ، فلقد قيل إن له
[1] الأضواء على السنة المحمدية : 113 . ( 2 ) سنن ابن ماجة رقم 2445 كتاب الرهون . ( 3 ) صحيح البخاري رقم 113 كتاب العلم .
79
نام کتاب : نظرة عابرة إلى الصحاح الستة نویسنده : عبد الصمد شاكر جلد : 1 صفحه : 79