responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نظرة عابرة إلى الصحاح الستة نویسنده : عبد الصمد شاكر    جلد : 1  صفحه : 76


صحة جملة ( قد غلبه الوجع ، أو : قد غلب عليه الوجع ) مكان جملة ( هجر ، أو : أهجر ) ، بل لو فرضنا أنهم قالوا بأبي أنت وأمي يا رسول الله لا تكتب شيئا في هذه الحالة لبقي أصل الإشكال بحاله ، فإن عصيان الرسول محرم ينافي العدالة .
الثاني : إن منع الكتابة أوجب ضلال الأمة ضلالا ذهبت به الأموال وسفكت به الدماء ووقعت به البغضاء والعداوة والتفرقة الواسعة بين المسلمين إلى يومنا هذا [1] فوزر هذا الضلال الكبير على المانعين في ذلك المجلس ، أو أنه معفو عنهم لاجتهادهم ؟ !
لكن الاجتهاد في مقابل النص لو فرض جوازه لارتفع وجوب إطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم الثابت بالآيات الكثيرة الواردة في القرآن وبالضرورة من الدين والعقل . على أن في خصوص المقام قامت قرينة واضحة على إبطال هذا الاجتهاد ، وهو غضب النبي أو عدم رضاه بالمنع المذكور ، وكثرة اللغط واللغو حتى طردهم من عنده بقوله صلى الله عليه وسلم : قوموا عني ، فأمرهم بتركه وقيامهم عنه ، ولعله لا نظير له في تمام حياته ، فإني لم أجد موردا أخرج النبي أحدا من أصحابه من بيته حتى في ليلة عرسه مع كراهته لبقائهم في البيت حتى نزلت آية الحجاب كما نقل في الصحاح .
وأيضا صرح النبي صلى الله عليه وسلم لهم : بأن الذي أنا فيه هو خير مما تدعونني إليه ، أي هذا المرض المميت خير مما تدعونني إليه من ترك الكتابة ، فادعاء الاجتهاد في المقام غلط واضح ، وصدق ابن عباس حيث يقول : إن



[1] ولقد خاف النبي من هذه الحالة حيث حذر أصحابه في حجة الوداع بقوله : لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض . ( البخاري 121 كتاب العلم ) وكرره برقم 4143 و 6475 و 6669 .

76

نام کتاب : نظرة عابرة إلى الصحاح الستة نویسنده : عبد الصمد شاكر    جلد : 1  صفحه : 76
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست