نام کتاب : نظرة عابرة إلى الصحاح الستة نویسنده : عبد الصمد شاكر جلد : 1 صفحه : 74
تلك الفائدة بعد ما قال عمر ( رضي الله عنه ) قوله وقبله جمع آخر ، إذ لو فرض أنه يكتب بعده ما أراده صلى الله عليه وسلم بكل تأكيد وتغليظ كان بوسع المخالفين أن يقولوا إنه صلى الله عليه وسلم لشدة مرضه هجر وهذى ، فلا موجب أو لا مجوز للعمل به ، فلا يتحقق مراده ، ولأجله انصرف عنه . 6 - بعد اللتيا والتي يبقى السؤال السابق بحاله ، وأنه ما هو مقصود النبي صلى الله عليه وسلم من هذا المكتوب ؟ وأقول في الجواب : لا بد من لفت النظر إلى ما تفرقت الأمة عليه بعد وفاته وضلوا وسقطوا في الفتن والحروب والتقاتل والتكفير والتضليل إلى يومنا هذا ؟ وهذا الشئ هو مقصوده بالكتابة . ونحن نعتقد بأن كل منصف إذا تطهرت نفسه من العصبية والتقليد يفهم أنه هو أمر الخلافة بعده وتعيين خليفته بشخصه وعينه . أليس وقع الاختلاف بين علي ( رضي الله عنه ) وغيره في أمر الخلافة ولم يبايع أبا بكر ( رضي الله عنه ) ستة أشهر طيلة أيام حياة فاطمة ، وإنما بايعه حين استنكره وجوه الناس كما نقله البخاري فيما يأتي عن عائشة ( رض ) . ألم يقع التشاجر بين الأنصار والمهاجرين في سقيفة بني ساعدة والتكلم بما لا يليق بمسلم ؟ وهلا يرجع سبب الفتن الواقعة في خلافة عثمان ( رضي الله عنه ) إلى هذا الأمر المقصود بالكتابة ؟ أليست حروب الجمل وصفين والنهروان من أوضح آثار الاختلاف في الخلافة ؟ ما هو سبب قتل الخليفتين عثمان وعلي وبقاء ما ترتب عليه إلى يومنا هذا ، أليس تفرق المسلمين شيعة وسنة نتيجة الاختلاف في الخليفة بعد النبي صلى الله عليه وسلم ، أليست الحروب الداخلية بين المسلمين التي أفسدت الحرث والنسل لأجل ذلك ؟ أليس ما ابتلى به المسلمون - حتى يومنا هذا -
74
نام کتاب : نظرة عابرة إلى الصحاح الستة نویسنده : عبد الصمد شاكر جلد : 1 صفحه : 74