responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نظرة عابرة إلى الصحاح الستة نویسنده : عبد الصمد شاكر    جلد : 1  صفحه : 72


العقل يحكم بالوجه الثاني ، لاستحالة إخفاء النبي أمرا لا تهتدي الأمة بدونه ، ورضاه ببقاء الناس على الضلالة مساوق لإبطال رسالته - وهو كما ترى - إلا أن يدفعه أحد بما يجيء في الأمر الرابع والسادس .
3 - مع الغض عن الأمر الثاني ، يخطر في أذهاننا ما هو هذا الأمر العظيم الذي تقع الأمة بعده في الضلالة حتى مع الكتاب والسنة ؟
هل كان الأمر الحاضر في ذهنه صلى الله عليه وسلم من مباحث التوحيد أو المعاد أو شئ من المعارف الاعتقادية فهذا شئ بعيد غايته ، فإن الأركان الاعتقادية والأصول الدينية قد تقررت في الكتاب والسنة في حياته ، ولم يبق شئ منها يشترط في صحة الإسلام أو الإيمان ، مع أن المناسب على هذا الاحتمال لزوم التعبير ب‌ : لا تكفرون بعدي مكان لا تضلون بعدي .
وهل هو من مباحث الحلال والحرام وتفصيل أحكام المسائل الجزئية الفرعية ؟ وإن شئت فقل تكميل الفقه وبيان فروعه ؟ لكنه غير محتمل ، لأن بيانها كان يحتاج إلى زمان طويل وكتاب مبسوط قطور .
ثم أقول : هذا المخزون في ضميره صلى الله عليه وسلم ليس من أصول الدين ولا من فروعه ، لأن الله سبحانه أخبر قبل ذلك اليوم بثلاثة أشهر - بزيادة أيام أو بنقيصتها - مخاطبا الأمة الإسلامية : ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ) ، والدين عبارة عن الأصول الاعتقادية والأحكام الفرعية [1] وموضوعاتها المستنبطة كالصلاة والزكاة والصوم والحج والجهاد والاعتكاف ونحو ذلك ، فمع إكمال الدين لا يبقى شئ يوجب تركه ضلال الأمة .



[1] في العبادات والمعاملات والحدود والديات وغيرهما مما هو مسطور في الكتب الفقهية اليوم .

72

نام کتاب : نظرة عابرة إلى الصحاح الستة نویسنده : عبد الصمد شاكر    جلد : 1  صفحه : 72
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست