نام کتاب : نظرة عابرة إلى الصحاح الستة نویسنده : عبد الصمد شاكر جلد : 1 صفحه : 71
وعلمه - أصلح الرواية بما يخرجها عن الغلظة والشدة ، فيخفف السؤال والايراد عليها ، ويحتمل أن التغيير والتعبير عن الهجر بغلبة الوجع من صنع البخاري كما أشرنا إليه في المقدمة ، والله العالم [1][2] . وخلاصة الواقعة : أن النبي صلى الله عليه وسلم في مرض وفاته طلب من جماعة من أصحابه الحاضرين في بيته شيئا يكتب فيه كتابا لا يضل الأمة بعده أبدا ، فقال : عمر وغيره ( رض ) : أنه يهجر ويهذي ، وعندنا كتاب الله وحسبنا ( فلا نحتاج إلى كتابه صلى الله عليه وسلم فلا تقربوا إليه شيئا يكتب فيه الكتاب ) فاختلف الحاضرون بين مؤيد لقول صلى الله عليه وسلم وبين مؤيد لقول عمر ( رضي الله عنه ) ، فتنازعوا بينهم حتى كثر اللغط بينهم ، فتأثر النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم من الحال فطردهم من بيته بقوله : قوموا عني أو دعوني ثم أمرهم بثلاث لم يذكر ابن عباس أو غيره ثالثها . إذا تقرر ذلك فها هنا أمور : 1 - هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يكتب الكتاب بيده ليكون الحديث دليلا على قدرته على الكتابة بعد النبوة بإفاضة من الله سبحانه وتعالى - وإن كان قبلها لا يتلو من كتاب ولا يخطه بيمينه - أو يأمر أحدا من الحاضرين بالكتابة ؟ فيه وجهان . وربما يأتي بعض الكلام حوله في المقصد الثاني . 2 - ما هو الموضوع المهم الذي أراد النبي أن يكتبه في تلك الحالة ولا يرى أن يكتفي بالبيان القولي ، فهل كان أمرا جديدا لم يبينه لأمته إلى ذلك اليوم ، أو بينه لكنه أراد كتابته في آخر أيام حياته تأكيا وتخليدا له ؟
[1] وأما البكاء ، فلا اختلاف فيه ، لإمكان أن ابن عباس بكى عند سعيد ولم يبك عند عبيد الله ، وهذا واضح . [2] أنظر صحيح مسلم 11 : 90 كتاب الوصية .
71
نام کتاب : نظرة عابرة إلى الصحاح الستة نویسنده : عبد الصمد شاكر جلد : 1 صفحه : 71