نام کتاب : نظرة عابرة إلى الصحاح الستة نویسنده : عبد الصمد شاكر جلد : 1 صفحه : 67
( 15 ) عن الأشتر أنه قال لعلي : إن الناس قد تفشغ بهم ما يسمعون ، فإن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إليك عهدا فحدثنا به . قال : ما عهد إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم عهدا لم يعهده إلى الناس ، غير أن في قراب سيفي صحيفة فإذا فيها : المؤمنون تتكافأ دماؤهم يسعى بذمتهم أدناهم لا يقتل مؤمن بكافر ، ولا ذو عهد في عهده ( مختصر ) ( 1 ) . ومعنى تفشغ : فشا وانتشر بما يسمعون كما ذكره السندي ، وضبطه السيوطي في شرحه : تقشع ، وفسره بتصدع واقلع . أقول : لا بد من ذكر أمور باختصار ، منها : 1 - إن الروايات - كما ترى - تختلف اختلافا شديدا في مطالب الصحيفة كما وكيفا وترتيبا ، وما ادعى أحد من الرواة أنه نقل كل ما في الصحيفة ، وهذا شئ عجيب . 2 - إن نفس هذا الإصرار على نفي الكتاب أو شئ من العلم عند علي ربما يدل على عكسه ، وإن الغرض من هذه الروايات إنكاره ، ويدل عليه الخبر الأخير من شهرة ذلك - الكتاب أو العهد - بين الناس . 3 - صريح خبر ابن الحنفية وجود كتاب آخر عند علي وهو صحيفة صدقات رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسلها إلى عثمان ليعمل بها ، ولكن عثمان ما قبلها وردها ، وهذا يكذب كل ما في الروايات من الإنكار والنفي ! 4 - مما لا شك فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم علم عليا علوما كثيرة في المعارف والفقه وغيرهما ، وأنه كان يلزمه من صغره إلى حين موت النبي صلى الله عليه وسلم ، وسيأتي أنه صلى الله عليه وسلم يخلو به كل يوم ، وكل من قرأ الأحاديث الواردة في حقه
( 1 ) سنن النسائي 8 : 24 .
67
نام کتاب : نظرة عابرة إلى الصحاح الستة نویسنده : عبد الصمد شاكر جلد : 1 صفحه : 67