نام کتاب : نظرة عابرة إلى الصحاح الستة نویسنده : عبد الصمد شاكر جلد : 1 صفحه : 61
من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم . . . فانطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل . . . [1] . أقول : في هذه الرواية ثلاثة أسئلة : أولها : إن السيدة عائشة تنقل الموضوع كأنها كانت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكأنها سمعت كلام جبرئيل في غار حراء ، وكأنها كانت عند خديجة - ( رض ) - وسمعت كلامها وكلام ورقة بن نوفل لرسول الله وما أجابه النبي صلى الله عليه وسلم ، والحال أنها لم تكن ولدت آنذاك ، وهذا شئ عجيب ، وأي مجوز لنقله في مثل كتاب البخاري ، ألمجرد حسن الظن بأنها تنقل كل ذلك عن رسول الله ، فإن حسن الظن في أمور الدين لا يكفي لكسب الحقيقة مع أن سوق العبارة في مجموع الحديث لا يناسب النقل ، بل العبارة عبارة الشاهد دون الناقل ، وهل هذا بمجرده لا يشعر بكذب الحديث ؟ ثانيها : إن ورقة بن نوفل - يعلم بإخراج قريش إياه صلى الله عليه وسلم من مكة وهو لا يعلم ، فهلموا أيها المنصفون - بل يا أيها العاقلون - انظروا نصرانيا يعلم مستقبل النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم وهو لا يعلم ، ويسأل صلى الله عليه وسلم عنه سؤال تلميذ من أستاذه ! ! ! ثالثها : وهو أهمها أن النبي لم يطمئن بتعينه رسولا ، وكأن الله سبحانه وتعالى لم يقدر على تفهيم رسوله بما أراد منه وأعطاه إياه حتى نصحته زوجته ، وهو يخشى على نفسه ! وأسوأ منه أن ورقة النصراني عرف الملك وعلم أنه صلى الله عليه وسلم بعث رسولا ، وهو يخشى على نفسه ، فإنا لله وإنا إليه راجعون ، وهذا الحديث وأمثاله إنما يقبله السذج والبسطاء ، ولا يجترئ