نام کتاب : نظرة عابرة إلى الصحاح الستة نویسنده : عبد الصمد شاكر جلد : 1 صفحه : 505
نصف عذاب هذه الأمة من الإنس والجن ، فلن أكون ذلك الرجل . فإنه لا يليق بمن بشر بالجنة . وقال في تتمة إيراده : إن الحديث المذكور ينتهي إلى عبد الرحمن بن عوف وسعيد بن زيد . وطريق عبد الرحمن ينحصر بعبد الرحمن بن حميد ابن عبد الرحمن الزهري ، عن أبيه ، عن ابن عوف تارة ، وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخرى . وهذا إسناد باطل لا يتم ، فإن حميدا المشار إليه توفي سنة 105 عن 73 عاما ، فهو وليد سنة 32 عام وفاة عبد الرحمن بن عوف أو بعده بسنة ، ولذا يرى ابن حجر رواية حميد المذكور عن عمر وعثمان منقطعة قطعا ، وعثمان قد توفي بعد ابن عوف ، فهذا الإسناد ضعيف . فيبقى طريق الرواية قصرا على سعيد بن زيد الذي عد نفسه من العشرة المبشرة ، وقد رواها في الكوفة في إمارة معاوية ، ولم يذكره في عهد الخلفاء الراشدين وكانوا هم وبقية الصحابة في أشد الحاجة إلى مثل هذه الرواية لتدعيم الحجة لأجل منصب الخلافة . وقال هذا المورد : وأكبر الظن أن سعيد بن زيد لما كان لا يتحمل من مناوئي علي - كرم الله وجهه - الوقيعة فيه والتحامل عليه ويجابه بذلك من كان ولاه معاوية على الكوفة ، وكان قد تقاعس عن بيعة يزيد عندما استخلفه ، أخذته الخيفة على نفسه من بوادر معاوية ، فاتخذ باختلاقه هذا الرواية ترسا يقيه على الاتهام بحب علي ، وكان المتهم بتلك النزعة ، يوم ذاك يعاقب بألوان العذاب حتى بالقتل . وعلى كل البشارة بالجنة مزية لهؤلاء إن ثبتت وليست بفضل مطلق على غيرهم ، لأن المبشر بالجنة في الأحاديث كثير ، ويزيد الشك فيه عدم نقله في الصحاح الأربعة ، ومحاربة الزبير وطلحة مع علي في البصرة وهما
505
نام کتاب : نظرة عابرة إلى الصحاح الستة نویسنده : عبد الصمد شاكر جلد : 1 صفحه : 505