نام کتاب : نظرة عابرة إلى الصحاح الستة نویسنده : عبد الصمد شاكر جلد : 1 صفحه : 170
أقول : أولا : إن هذا الترخيص ( اعملوا ما شئتم ) مخالف للعقل والقرآن وأساس التشريع الديني ، بل يتناقض مع جميع القوانين الدولية والأعراف العقلائية كما لا يخفى ، فالجملة مجعولة كسائر الجعليات . يقول القرآن لسيد البشر وخاتم المرسلين وقائد البدريين والمجاهدين : ( إذا لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات . . ) ، ( إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم . . ) ، ( عبس وتولى أن جاءه الأعمى . . ) ثم هل يمكن لمسلم يقرأ من القرآن ( من قتل مؤمنا متعمدا . . ) وقرأ ( من قتل نفسا . . . فكأنما قتل الناس جميعا ) وغير ذلك ثم يتجرأ لسفك الدماء لأجل الحديث المذكور ؟ ! ! ! وثانيا إن كلمة ( لعل ) في الحديث المذكور يبطل اجتهاد العثماني والبخاري . وثالثا : إن هذا الاستظهار مخالف للتاريخ والسلوك الفقهي الإسلامي ، فإن البادين بالحرب هم مخالفوا علي دونه وهم البغاة ، ولا شك أن قتال البغاة جائز أو واجب ، فأي حرج على علي في ذلك ، وقد تقدم أن قاتل عمار فئة باغية داعية إلى النار وعمار يدعوهم إلى الجنة . فاستناد علي في حروبه هو قوله تعالى : ( فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله ) دون جملة : ( لعل الله أطلع ) على أن النبي أخبره بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين . ( 285 ) عن علي بن حسين : إنهم حين قدموا المدينة من عند يزيد بن معاوية مقتل حسين بن علي رحمة الله عليه لقيه المسور بن مخرمة فقال له : هل لك إلي من حاجة تأمرني بها ؟ فقلت له : لا .
170
نام کتاب : نظرة عابرة إلى الصحاح الستة نویسنده : عبد الصمد شاكر جلد : 1 صفحه : 170