نام کتاب : نظرة عابرة إلى الصحاح الستة نویسنده : عبد الصمد شاكر جلد : 1 صفحه : 133
أقول : كل هذه الروايات تدل على أن ابن صائد هو الدجال ، وحيث إنه لم يخرج فلا بد أن يقال إنه حي غائب سيخرج فيما بعد ! ثم إن مسلما أخرج في كتابه أحاديث في حق الدجال [1] من تأمل فيها يعرف أن الدجالين والوضاعين قد لعبوا بالدجال ، فقد رووا فيه من المتناقضات ، وقاموا مقامه في تضليل الناس البسطاء ، وروجها المحدثون تثبتا لفضلهم وتضلعهم في السنة القولية النبوية ، فصارت جزء من الدين تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ، ونحن نبرئ رسوله المعصوم الحكيم عن هذه المتناقضات ، ففي بعض هذه الأحاديث : الدجال ممسوح العين ، مكتوب بين عينه كافر - ثم تهجاها ( الرسول صلى الله عليه وسلم ) ك ، ف ، ر - يقرؤه كل مسلم [2] . وفي بعضها : معه نهران يجريان . وفي بعضها : أن معه ماء أو نارا فناره بارد ، وماؤه نار . وفي بعضها : أن لبثه أربعون يوما ، يوم كسنة ، ويوم كشهر ، ويوم كجمعة ، وسائر أيامه كأيامكم . وفي بعضها : أنه يمر بالخربة فيقول لها : أخرجي كنوزك فتتبعه كنوزها ! . . . وأنه يقتل رجلا ممتلئا شبابا ثم يحييه ، فيبعث عيسى بن مريم عند المنارة البيضاء شرقي دمشق فيقتله . . . فيبعث الله يأجوج ومأجوج . وفي بعضها قال الراوي - المدعي أنه ما سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد عن الدجال أكثر مما سألت - قلت : إنهم يقولون إن معه الطعام والأنهار ! قال : هو أهون على الله من ذلك ، انظر إلى هذا التناقض الصريح . وفي بعضها : قلت : إنهم يقولون معه جبال من خبز ولحم ونهر من ماء .
[1] صحيح مسلم 18 : 60 - 87 . [2] ولم ينقل أحد أنه رأى هذه الكتابة بين عيني ابن صائد ، فكيف قالوا إنه الدجال !
133
نام کتاب : نظرة عابرة إلى الصحاح الستة نویسنده : عبد الصمد شاكر جلد : 1 صفحه : 133