نام کتاب : نظرات في التصوف والكرامات نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 96
على الامام أبي حامد بسلام ، وما كان الله ليدعها تفسد ما استصلحه بوحيه ورسله فقذف النور في قلب عبده المخلص ، وبصره بالحق بعد الغشوة ، وناجاه في عقله ، فاستصبح بنور اليقظة في بصره وبصيرته ، فرأى أن البصر وما اليه من الحواس الظاهرة تصدق فيما لا يكذبها به العقل ، كما لو رأت العين الجبال والأشجار ، وتكذب فيما يكذبها به كرؤيتها الكوكب بمقدار الدينار ، وان العقل يصدق فيما لا يكذبه الوحي ، كحكمه بأن النفي والاثبات لا يجتمعان في الشئ الواحد ، ويكذب فيما يكذبه به الوحي ، كحكمه بأن العالم قديم وان الله يعلم الكليات ، ولا يعلم الجزئيات مباشرة ، بل بالواسطة ، لأنه يعلم ذاته التي هي سبب الأسباب ، وان الأجسام لا تحشر كما زعم الفلاسفة . وبهذا حدد الغزالي أسباب المعرفة كلا في دائرة اختصاصه ، فالحواس مصدر المعرفة ، ولكن في موارد دون أخرى ، ولو اعتمدناها في جميع الموارد لوجب ان نرفض كل فكرة لا يدرك واقعها بأحد الحواس ، وهذا تقويض للكيان العلمي من الأساس ، وكذا العقل فهو مصدر المعرفة في بعض الموارد دون بعض ، ولو اتخذناه مصدرا في كل مورد لأهملنا الكثير من حقائق الوحي والدين ، وعلى هذه السبيل خطأ الغزالي الفلاسفة ، لأنهم اعتمدوا العقل في كل شئ ، ورد على المتكلمين لأنهم قلدوا خصومهم الفلاسفة في كثير من المسائل ، ونعى على بعض الفرق الصوفية ، لأنهم غابوا عن حواسهم وعقولهم ،
96
نام کتاب : نظرات في التصوف والكرامات نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 96