نام کتاب : نظرات في التصوف والكرامات نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 95
الفكر البشري من صوابه ، والحقائق من الأوهام ، ولا يمكن القيام بأية دراسة الا في ضوء مبدأ يعتبر المقياس الصحيح للقضايا التي تكون محلا للاختلاف والأخذ والرد مهما كان نوعا ولونها . والآن ، ما هي مصادر المعرفة عند أبي حامد ؟ ما هو المقياس الصحيح الواضح عنده لمعرفة الفكر الصائب ؟ وهل وجهة نظره في ذلك تختلف عن وجهات انظار الفلاسفة والمتكلمين ؟ لقد شك الغزالي في أشياء كثيرة ، ولكن لم يكن شكه ناشئا عن شذوذ في طبعه ، ولا عن اضطراب في اعصابه ، كما زعم البعض ، وانما السبب الأول والأخير تمرده على المجتمع وتقاليده ، وبهذا كان أشبه بالحنفاء الذين تركوا قومهم يعبدون الأصنام ، وعكفوا على عبادة الواحد الاحد . اما الأمور التي شك فيها أبو حامد فهي آراء الفلاسفة ، وطريقة المتكلمين والصوفية ، ومعتقدات أهل الباطن ، فقد رآهم يعتمدون فيما يعتمدون على الحواس والعقل ، فهما الشاهدان العدلان عندهم ، ولكن الغزالي رأى أن أحد الشاهدين يكذب صاحبه ، فالعين ترى الكوكب بمقدار الدينار ، والعقل يراه أكبر من الأرض ، وادا كذبت الحواس فبالأحرى ، أن يكذب العقل ، وعليه فلا يمكن الاعتماد على واحد منهما ، وبالتالي يتم مذهب السفسطة ، ويصدق قول السفسطائيين من أنه لا يوجد دليل على شئ يركن اليه . ولكن السفسطة كاسمها ليس لها من واقع ، فمحال ان تمر
95
نام کتاب : نظرات في التصوف والكرامات نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 95