نام کتاب : نظرات في التصوف والكرامات نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 97
وزعموا انهم يشاهدون في أحوالهم الخاصة أشياء تناقض المحسوسات والمعقولات في أمور لا يكذب فيها العقل والحس . اذن الغزالي لا يسقط العقل عن الاعتبار والدلالة على الحق ، كيف وهو يؤمن بالوحي أكثر من ايمانه بنفسه ، وقد بالغ الوحي في قدرة العقل على الهداية والرشاد ، واعتبره المناصر الأكبر لاحكامه وتعاليمه ، وانما ينكر الغزالي أن يكون العقل هو السبيل المطلق إلى جميع الحقائق ، حتى حقائق الوحي ودقائقه . وبهذا نعلم مكان الخطأ فيما جاء في الكتب الحديثة من أن الغزالي ناقض نفسه بنفسه ، حيث اعتمد منطق العقل في رده على الباطنية وغيرهم ، بينما نعى على الفلاسفة نهج العقل . كلا ، لا تناقض ولا تهافت ، فلقد رد الغزالي على الفلاسفة ، حيث اعتمدوا العقل فيما لا يخصه ولا يعنيه من معضلات الوحي ، ورد على الباطنية بالعقل فيما هو من شؤونه ومنطقه . أهم أسباب المعرفة : ان أهم أسباب المعرفة بعد الوحي عند الغزالي هو الكشف ومن اجله اخترت هذا البحث ، وما أشرت اليه من الحواس والعقل انما هو للتوطئة والتمهيد ، وقد استعصى معنى الكشف الذي اعتبره الغزالي مفتاحا لأكثر المعارف ، استعصى على افهام الكثير ، لان الناس انما تدرك وتتفهم الشئ المألوف لديهم ، وما يحسونه في أنفسهم ، ويرونه عيانا في غيرهم ، أما ما لا عهد لهم بمثله فهم في ريب من وجوده ، ومرية من لقائه .
97
نام کتاب : نظرات في التصوف والكرامات نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 97