نام کتاب : نظرات في التصوف والكرامات نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 74
غير ذلك من الآيات ، وجاء في الحديث الشريف : " كلكم من آدم ، وآدم من تراب " . تعريف الانسان : لقد عرف الانسان نفسه بتعاريف شتى لا يشملها قاسم مشترك ، منها انه حيوان ناطق ، أو ضاحك ، أو الهي ، أو مدني بالطبع ، أو فيه انطوى العالم الأكبر ، أو أفضل من الملائكة ، أو أخبث من الشيطان ، وقال سارتر زعيم الوجوديين : ان وجود الانسان عبث زائد عن الحاجة ، وقال آخر : انه الكائن الذي يستطيع ان يكذب . وقالت الملائكة : انه يفسد في الأرض ، ويسفك الدماء ، كما صرحت الآية 39 من سورة البقرة . وقال بعض الصوفية : ان الانسان خليفة الله في ارضه صورة ومعنى ، اما صورة فلان وجود الانسان يدل على وجود الباري ، كالبناء يدل على وجود الباني ، واما معنى فلان وحدانية الانسان تختلف عن وحدانية الله ، وذاته عن ذاته ، وارادته عن ارادته ، وسمعه عن سمعه ، وبصره عن بصره ، وكلامه عن كلامه ، وعلمه عن علمه ، وليس لاحد من المخلوقات ان يخلف عن الله في شئ غير الانسان . ثم قال هذا الصوفي : اما قول الملائكة بأن الانسان يفسد في الأرض فلانهم نظروا اليه من جانب الشر الذي فيه ، ولم
74
نام کتاب : نظرات في التصوف والكرامات نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 74