responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نظرات في التصوف والكرامات نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 1  صفحه : 62


ومغفرته ، ويعتمدون على قوله سبحانه : " انه الله لا يغفر ان يشرك به ، ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء " .
وبديهة أن الغفران لا يأتي جزافا ، بل لا بد له من سبب تقتضيه الحكمة الإلهية ، والا لم يكن للتكليف وتشريع القوانين من فائدة ، وكان الطائع والعاصي ، والمحسن والمسئ ، سواء في نفي المسؤولية وعدم العقاب ، وكلنا يعلم أن سبب الغفران هو التوبة والإنابة ، والرجوع إلى طاعة الله مع الندم والعزم على عدم العودة إلى العصيان ، أما من أصر على الذنوب ، وبخاصة الكبائر منها فأمره صعب عسير .
ثانيا انهم مؤمنون ، ولكن ايمانا ضعيفا لا يقوى على مقاومة العاطفة والمغريات ، فإذا اصطدم معها كان مغلوبا لا غالبا ، فكما ان ضعيف الجسم يتغلب عليه من هو أشد وأقوى كذلك ضعيف الايمان تصرعه الأهواء والشهوات .
ومهما يكن ، فان الايمان لا يتجزأ ، فإذا صلى الانسان وصام ، وهلل وكبر بدافع الدين ، فينبغي له أيضا ان يمتنع عن الكذب والرياء والدس والخيانة ، وما إلى ذلك من المحرمات والموبقات ، يمتنع عنها بهذا الدافع ، والا كان ايمانه تصورا وتخيلا ، أشبه بأريحية البخيل واهتزازه حين يستمع إلى حديث الشجاعة . ان المؤمن حقا هو الذي يعمل ، وكأنه في يوم الحساب ينظر إلى الخلائق ، وهم امام الله سبحانه يجازي كلا بأعماله ، تماما كما قال الحسين : " اللهم اجعلني أخشاك كأني أراك " وكما قال أبوه أمير المؤمنين : " اعبد الله كأنك تراه ،

62

نام کتاب : نظرات في التصوف والكرامات نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 1  صفحه : 62
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست