نام کتاب : نظرات في التصوف والكرامات نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 57
القويم إلى الله وكتابه وشريعته ، انها نفس محمد ( ص ) بالذات الا انه لا نبي بعد خاتم الأنبياء وسيدهم . ان قلت : ان هذا لا يتفق مع قول الإمام : " وخدعتني الدنيا بغرورها ، ونفسي بخيانتها ، وقول : اللهم لا تعاجلني بالعقوبة على ما عملته في خلواتي من سوء فعلي وإساءتي ، ودوام تفريطي وجهالتي ، وكثرة شهواتي وغفلتي . وقوله أيضا : الهي ومولاي أجريت علي حكما اتبعت فيه هوى نفسي ، ولم احترس فيه من تزيين عدوي ، كما يتنافى أيضا مع قول الإمام زين العابدين : مالي كلما قلت : قد صلحت سريرتي وقرب من مجالس التوابين مجلسي عرضت لي بلية أزالت قدمي ، وحالت بيني وبين خدمتك " . فان هذا اعترف صريح بان الامام مغلوب لا غالب للدنيا وكثرة الشهوات ! . الجواب : أولا - ان هذا اعتراف بالعبودية لا بالذنب ، وتعظيم وانكسار له ، والتجاء اليه ، وتوكل عليه ، وهو ضرب من عبادة الأصغياء ، بل من أعلا مراتب العبادة وأنواعها . ثانيا - ان السر لعظمة العظماء يكمن في تواضعهم واتهامهم لأنفسهم ، فهم في خوف دائم من التقصير وعدم القيام بما يجب ، ومهما قدموا للانسانية من جليل الاعمال ، وقاموا لله بالعبادات والطاعات ، فلا يرونها شيئا في جنب الله ، ويطلبون من أنفسهم المزيد من الجد والاجتهاد ، انهم يعرفون جلال الله وقدرته ، وعزته وعظمته ، فلا يعظم شئ سواه في أعينهم ، وان عظم ،
57
نام کتاب : نظرات في التصوف والكرامات نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 57