responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نظرات في التصوف والكرامات نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 1  صفحه : 58


قال الامام : " ان من حق من عظم جلال الله في نفسه ، وجل موضعه من قلبه ان يصغر عنده لعظم ذلك كل ما سواه " هذا هو شأن العارفين المخلصين أصحاب الهمم والطموح ، وشأن الأحرار الذين يملكون أنفسهم ، ولا يملكهم شئ ، ويتطلعون دائما إلى رحمة الله ومرضاته .
ثالثا - ان أهل الصدق والايمان يسلكون في جميع أقوالهم وافعالهم طريق الحذر والاحتياط ، فإذا تحدثوا عن أنفسهم انتقدوها ، واتهموها بالتواني والكس ، بل كثيرا ما يبلغ بهم الامر إلى توبيخها وتأنيبها ، ولا شئ أثقل عليهم من المدح والاطراء ، وقد جاء في الحديث : " احثوا في وجوه المداحين التراب " ومدح أمير المؤمنين قوم في وجهه ، فقال : " اللهم انك اعلم بي من نفسي ، وانا اعلم بنفسي منهم ، اللهم اجعلنا خيرا ممن يظنون ، واغفر لنا ما لا يعلمون " .
اما الذين يزكون أنفسهم ، ويبرأونها من كل عيب فإنهم لا يشعرون بواقعهم ، ولا يعرفون شيئا من داخلهم ، وهم الذين عناهم الله سبحانه بقوله : قل هل أنبئكم بالأخسرين اعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا " .
قال أحد علماء النفس في تعريف الانسان : " انه الحيوان الوحيد الذي يستطيع ان يكذب " . والأولى ان يقال في تعريفه :
انه الحيوان الوحيد الذي تكذب عليه نفسه فيصدقها ، تقول له :
انك صادق امين ، وشجاع كريم ، وعالم عظيم ، فيقول : اجل انا كذلك وفوق ذلك ، وصدق من قال : " ان في أعماق كل

58

نام کتاب : نظرات في التصوف والكرامات نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 1  صفحه : 58
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست