نام کتاب : نظرات في التصوف والكرامات نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 48
وجعله سببا من أسباب المعرفة ، ثم إلى الاتحاد والحلول ، ثم إلى حلقات الذكر ، ولبس المرقعات ، والاستجداء ، وشرب الأفيون ، وما إلى ذاك . الشواهد : ومن الشواهد على أن التصوف كان عند الصفوة الأخيار ثورة على حكام الجور والطبقة المستغلة جهاد أبي ذر وكفاحه ضد الحاكمين في عهده ، ومنها ما جاء في ترجمة الجنيد انه " كان اللواء الذي ارتفع لتنتظم حوله كتائب المؤمنين المجاهدين المناضلين ضد الانحلال والتخاذل والمادية التي بدأت تطغي على المجتمع الاسلامي [1] " ومنها وصايا الصوفية " لا تأخذ أكثر مما تحتاج " ، ومنها ان هارون الرشيد كان يسير ، وبين يديه الامحال والخدم والعبيد ، فصاح به صوفي ، قائلا : " يا هارون اتعبت الناس والبهائم ، وقال له صوفي آخر : ان كل واحد من الناس مسؤول عن نفسه ، وأنت مسؤول عن جميع الناس . ومنها ان المأمون اشرف يوما من قصره ، فرأى فقيرا بيده فحمة يكتب بها على حائط القصر الذي يقيم به هذين البيتين : يا قصر جمع فيك الشؤم واللؤم * حتى يعشش في أركانك البوم يوما يعشش فيك البوم من فرحي * أكون أول من يرعاك مرعوم