نام کتاب : نظرات في التصوف والكرامات نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 49
فقال له المأمون : ما حملك على هذا ؟ ! فقال : لقد حوى قصرك من خزائن الأموال والحلي والحلل ما لا يعد ولا يحصى ، والناس تموت جوعا ، حتى كأن الدنيا لك دون سواك ، ثم انشد : إذا لم يكن للمرء في دولة امرئ * نصيب ولاحظ تمنى زوالها إلى غير ذلك من مواقفهم التي لا يبلغها الاحصاء . وكان الصوفية يسلكون في تقريع الحكام وتأنيبهم شتى الطرق والأساليب ، قال ابن السماك للرشيد : لو حبست عنك شربة ماء أكنت تفديها بملكك ؟ قال : نعم . قال : لو حبس عنك خروجها أكنت تفديها بملكك ؟ قال : نعم . قال : ما خير ملك لا يساوي شربة ولا بولة ؟ ! . وحاول الساسة ان يشتروا من الصوفية دينهم وضمائرهم ، وان يدفعوا ثمن السكوت عن ظلمهم ومساوئهم بالغا ما بلغ ، بل حاول الكثير منهم ان يتخذوا من الزهاد والعباد أداة لبث الدعاية ، ونشر ما يحبون ان يتصرفوا به من العدل والايمان فرفض المخلصون ، واستجاب المحترفون قال زكي مبارك في كتاب " التصوف الاسلامي " ج ص 338 طبعة 1954 : " والشعراني نفسه استخدمه حكام عصره في تجميل سمعتهم بين الناس ، ودفعوا ثمن ذلك بالسكوت عن أوقاف زاويته ، وكانت تحيط بها
49
نام کتاب : نظرات في التصوف والكرامات نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 49