نام کتاب : نظرات في التصوف والكرامات نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 46
ان أنتجت فلا تنتج يقينا كالوحي الذي لا يقبل الشك والريب . فلم يبق لزهدهم وتنسكهم من سبب الا الرغبة في المساواة بينهم وبين المستضعفين والمحرومين ، والا الثورة على الذين لا يعبئون باي من قيود الدين والاخلاق . ان الانسان يندفع بفطرته نحو السعادة بشتى معانيها ، سواء في ذلك العارف المخلص وغير المخلص ، والفارق الوحيد بين الاثنين ان المخلص يحترم هذا الدافع والشعور عند غيره ، ويفسح له مجال العمل . والسعي لتحقيق هذه السعادة ، بل يجاهد ، ويكافح ، ليحقق الخير للجميع بدرجة متساوية بين الناس جميعا ، فالسعادة في نظره امر عام لا خاص ، فإذا لم تتحقق بمعناها الشاكل الكامل انصرف عن الاهتمام بنفسه ، وساوى الضعفاء في بؤسهم وشقائهم ، اما الانتهازي المحترف فعلى العكس ، لا يرى السعادة الا في الاستئثار والاحتكار . وبعبارة ثانية ان الخيرين ينظرون إلى جميع الناس كأسرة واحدة في بيت واحد ، يستوون في الهناء والشقاء ، فان استطاعوا ان يحققوا السعادة للجميع فذاك ما يبتغون والا قدروا أنفسهم بالضعفاء . قال العلاء بن زياد الحارثي للإمام علي ( ع ) ، وكان من أصحابه ، قال له : أشكو إليك أخي عاصما . قال : ما له ؟ قال : لبس العباءة ، وتخلى عن الدنيا . قال : علي به . فلما جاء ، قال له : يا عدو نفسه ، لقد استهام بك الشيطان ، اما رحمت أهلك وولدك ؟ ! أترى الله أحل لك الطيبات ، وهو يكره ان
46
نام کتاب : نظرات في التصوف والكرامات نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 46