نام کتاب : نظرات في التصوف والكرامات نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 45
على أن الزهد ليس بالمكانة القصوى عند أئمة العلم والدين من قول الإمام الباقر : " أعلى مراتب الزهد أدنى مراتب الورع " . واما وصف الدنيا بأنها حلم وممر فلا يستدعي اهمالها وعدم العناية بها ، وإذا كانت حلما فلتكن حلما عذبا لا عذابا ، وممرا سهلا لا عسر فيه ، وإذا كانت لا تعادل عند الله شيئا ، لأنه في غنى عنها فنحن في أشد الحاجة إليها ، لأننا منها ، وهي منا ، ومن هنا كان لإغاثة الملهوف وعمل المبرات والخيرات المنزلة الأولى عند الله ، وكان أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة . ان في الانسان ، أي انسان - ولو معصوما - رغبة ذاتية في الاستمتاع بالحياة وملذاتها ، نقل صاحب سفينة البحار في مادة " كبد " عن كتاب مصباح الأنوار ان أمير المؤمنين عليا اشتهى كبدا مشوية في خبزة لينة ، فذكر ذلك لولده الحسن ، فصنعها له ، وكان صائما ، فلما أراد ان يفطر قدمها اليه ، وما ان مد يده ، حتى وقف سائل في الباب ، فقال : يا بني احملها اليه . ومن ذا الذي لا يريد أن تكون له زوجة شابة جميلة عفيفة موافقة ، تقدم له طبقا فيه ما لذ وطاب ؟ ! . ان هذا وما اليه ليس محظورا ، ولا مكروها ، وانما المحظور ان تأخذ ما ليس لك بحق ، وان تتنعم على حساب غيرك . وأما ان الأنبياء تنسكوا توصلا إلى معرفة الحقائق فبعيد عن الصواب ، لأنهم في غنى عن ذلك ما دام الوحي ينزل عليهم من السماء تلقائيا بدون عملية التفكير ، ولا رياضة النفس التي
45
نام کتاب : نظرات في التصوف والكرامات نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 45