نام کتاب : نظرات في التصوف والكرامات نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 44
الأئمة والأولياء ؟ لماذا زهدوا في الدنيا ، ورضوا منها بالكفاف ، أو بما دونه ؟ هل لأن التنسك حسن وخلق كريم ، يطلب لذاته كغاية لا كوسيلة إلى غيره ؟ أو ان الأنبياء والأولياء تنسكوا ، لأن الدنيا ليست بالشئ ، ما دامت ممرا لا مقرا ، أو " كمنزل راكب أناخ عشيا وهو في الصبح راحل " فهي ، وهذه حالها ، لا تستأهل العناية والاهتمام ، أو انهم تنسكوا لأن التنسك يفتح لهم أبواب المعرفة إلى حقائق الغيب وعالم المكوث ، كما يقول أصحاب التصوف النظري ، أو لأنهم أرادوا أن يقدروا أنفسهم بالضعفاء والبؤساء ؟ . . وبديهة ان افعال الأنبياء ليست كافعال الناس تفتقر إلى أدلة تبررها ، بل هي بنفسها الحجة والدليل والمقياس الذي تقاس به الحقائق ، ويعرف الخطأ من الصواب ، هي الهدي والنور الذي يهدي للتي هي أقوم . الجواب : ان الزهد والتنسك غير مطلوب ولا محبوب في ذاته ، فقد نهى الله سبحانه عن حرمان النفس مع القدرة والاستطاعة ، فقال عز من قائل : " ولا تنسى نصيبك من الدنيا " وقال : " لا تحرموا طيبات ما أحل الله " وقال : " قل من حرم زينة الله التي اخرج لعبادة والطيبات من الرزق " وقد تعوذ النبي ( ص ) من الفقر ، كما تعوذ من الشيطان ، وقال علي ( ع ) لولده محمد : يا بني اني أخاف عليك الفقر ، فاستعذ بالله منه ، ولا شئ أدل
44
نام کتاب : نظرات في التصوف والكرامات نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 44