نام کتاب : نظرات في التصوف والكرامات نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 43
وان محمدا رسول الله ( ص ) لم يشبع هو وأهل بيته غدوة الا جاعوا عشية ، ولم يشبعوا عشية الا جاعوا غدوة ، قالت عائشة ، كان يأتي علينا أربعون ليلة لا نوقد في بيت رسول الله نارا ولا مصباحا . فقيل لها : فيم كنتم تعيشون ؟ قالت : بالأسودين : التمر والماء . ودخل عمر على رسول الله ( ص ) فوجده على حصير قد اثر في جنبه ، فكلمه في ذلك . فقال : مهلا يا عمر ، أتظنا كسروية ؟ ! . اما علي بن طالب فكان كما قال عبد الله بن عباس : كانت الدنيا أهون عليه من شلح نعله : وكانت نعله من ليف لا تساوي كسر درهم ، قال ابن عباس : دخلت على أمير المؤمنين ، وهو خليفة ، فوجدته يصلح نعله ، فقلت له : ما ذا تصنع ؟ ! . دعنا من هذه ، فلم يكلمني حتى فرغ ، ثم ضممهما ، وقال : قومهما . قلت : لا قيمة لهما . قال : قومهما على ذلك . قلت : كسر درهم . قال : والله لهي أحب إلى من امركم هذا الا ان أقيم حقا ، أو ادفع باطلا . وقال سويد بن غفلة : دخلت على أمير المؤمنين بعد ما بويع بالخلافة : فوجدته جالسا على حصير صغير ، وليس في البيت غيره . وكان يأتيه المال فيوزعه على الناس ، ولا يبقي لنفسه شيئا ، ثم يحمل مساحته ، وينطلق بها إلى العمل في الأرض ، وكذا زهد في الدنيا جماعة من الأصحاب والتابعين وأكابر الدين . تساءل : ونتساءل : لماذا تنسك الأنبياء ، ومن سار سنتهم من
43
نام کتاب : نظرات في التصوف والكرامات نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 43