نام کتاب : نظرات في التصوف والكرامات نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 27
بالمثل الإلهية ، ومن خصائصها انها لا تفسد ولا تندثر ، فهي أبدية أزلية ، والذي يفسد ويندثر هذه الكائنات المشاهدة ، وقد فسرت هذا المثل بتفاسير ، شتى متناقضة متضاربة ، نختار منها تفسير الفيلسوف ، الشهير محمد بن إبراهيم المعروف بالملا صدرا ، هذا مع الاعتراف بان اختيارنا لتفسيره لا يستند إلى دراسة وافية ، ثم المقارنة بين ما قيل حولها ، واختيار الأصح والأرجح ، وانما اخترنا قول هذا الفيلسوف لشهرته ، والثقة بمكانته ، وتبحره في هذا الفن ، فنحن في مسألة المثل ، الأفلاطونية مقلدون لا مجتهدون ، وتتخلص أقوال الملا صدرا ، كما جاءت في الجزء الثاني من السفر الأول من كتاب الاسفار . بأن لكل نوع من أنواع الكائنات افرادا عديدة ، منها هذه الافراد المشاهدة التي يعرض لها الفساد والعدم ، ومنها فرد واحد تام كامل يوجد في عالم الجبروت والابداع ، أي عالم ما وراء المادة ، وهذا الفرد الكامل ، لا يفتقر إلى شئ ، ولا يتغير ولا يتبدل ، وهو الأصل والمبدأ لسائر افراد النوع التي تفسد وتزول . وان قال قائل : كيف يكون للنوع فردان : أحدهما كامل قائم بنفسه ، والآخر ناقص قائم بغيره ؟ ! وهل يمكن وجود قاسم مشترك يجمع بين شيئين متناقضين ؟ قال صاحب الاسفار في جوابه : لا مانع ابدا أن يصدق العام على افراد تتفاوت نقصا وكمالا ما دام الكمال في الحقيقة والجوهر ، والنقص في العرض والنسبة إلى المحل .
27
نام کتاب : نظرات في التصوف والكرامات نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 27