نام کتاب : نظرات في التصوف والكرامات نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 22
ما بين هذا الأسلوب الذي يفتح للناس باب الرجاء ، وبين طريقة مالك بن دينار الصوفي الذي يسد باب الرحمة والرجاء ! . . قال له قوم وقد انقطع عنهم الغيث : ادع لنا ربك يسقينا . فقال : انكم تستبطئون المطر ، واستبطئ الحجارة ! . . نحن والتصوف : ونتساءل : هل في هذا التراث الضخم الذي بين أيدينا من التصوف ما يسهل لنا الطريق إلى ما نبتغيه من الخير والصلاح ؟ هل باستطاعتنا ان نستنتج من التصوف ما يحمينا من الانحرافات والعثرات ؟ الجواب : ان التصوف يعتني عناية خاصة بالسلوك العلمي ، ويهتم بتهذيب النفس ، وصلة الانسان بخالقه ، ويتجه به وجهة روحية ، ويدفعه إلى عمل الخير لوجه الخير ، لا رغبة في مال أو جاه ، والى ترك الشر للشر ، لا خوفا من السوط والسيف ، ومعنى هذا ان مبدأ التصوف يقر بوجود الفضيلة كحقيقة واقعة لها وجود مستقل عن المشاعر والاستحسانات والرغبات ، ومعناه أيضا ان التصوف من مقومات الثقافة والحضارة التي عاشها الأجداد والآباء ، فعلينا ، والحال هذه ، أن ندرسه على أسس جديده بجد وعناية ، ونقيمه فوق النظريات ، والأفكار التي ترشدنا إلى الطريق القويم ، وتسير بنا إلى الامام . وإذا كان البعض لا يؤمن كالصوفية بالحدس والكشف فنحن
22
نام کتاب : نظرات في التصوف والكرامات نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 22