نام کتاب : نظرات في التصوف والكرامات نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 23
نؤمن بأننا في أشد الحاجة إلى الحلب والإخاء ، والى الشعور بالمسئولية ، وتطبيق القيم الروحية ، ونبغي التوصل إلى ذلك بكل وسيلة ، بالقصة والمسرحية والموسيقي ، والسينما ، والوعظ والارشاد ، وما إلى ذلك من المؤثرات الدينية ، والوسائل الفنية التي نتخذ منها رادعا عن الموبقات والانحرافات ، وان التصوف أجدى وانفع من هذه الأجهزة ، واي شئ أبلغ في الايمان والتقوى من قول الإمام علي : " اعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فن انه يراك " ؟ وأي قول أوقع في النفس من قول ابن عربي : " أدين بدين الحب " ، وقول جلال الدين الرومي : " ليس حب الناس الا نتيجة لحب الله " ؟ ! وأي شئ أقوى في الشعور بالمسئولية من قول أويس القرني الذي كان يتصدق بما يزيد عن مأكله وملبسه ، ثم يخاطب الله بقوله " اللهم من مات جوعا ، فلا تؤاخذني به ، ومن مات عريانا فلا تؤاخذني به " [1] . اما الذين لا يشعرون بالمسؤولية ، ولا يقولون ويفعلون الا بدافع الربح والتجارة ، أما هؤلاء فدواؤهم أن يجاهدوا أنفسهم ، ويراقبوها ، حتى تصبح مأمورة غير آمرة ، وتابعة غير متبوعة ، وان يوقنوا عمليا ، لا نظريا بأنهم مسؤولون امام الله ، ومحاسبون على كل كبيرة وصغيرة ، ومجزيون باعمالهم ،
[1] شهد له رسول الله بالجنة دون ان يراه ، وقال يدخل في شفاعته مثل ربيعة ومصر ، وقال له عمر : امر النبي ان نبلغك سلامه . حضر أويس مع الامام في صفين ، واستشهد بين يديه ، وهو من كبار التابعين .
23
نام کتاب : نظرات في التصوف والكرامات نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 23