نام کتاب : نظرات في التصوف والكرامات نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 18
لقد صار قلبي قابلا كل صورة * فمرعى لغزلان ودير لرهبان وبيت لأوثان وكعبة طائف * وألواح توراة ومصحف قرآن أدين بدين الحب انى توجهت * ركائبه فالحب ديني وايماني وشطح بعض الصوفية القائلين بالاتحاد ، ولم يقف عند حد ، وألف بين الكفر والايمان ، واعتبرهما سواء عند الله ، وأعطانا هذه الصورة الشعرية ، قال : الكفر والايمان كصفار البيضة وبياضها ، يقوم بينهما حاجز لا يتجاوزانه ، وحين طوى ذو الجلال البيضة تحت جناحيه اختفى الكفر والايمان ، واتحدا في طائر واحد ذي جناحين [1] . وإذا صرفنا النظر عن النصوص الدينية ، وافترضنا انها لا تؤيد ولا تفند التصوف ، ونظرنا إلى اهتمام الأمم به منذ اقدم العصور ، كالبراهمة والصابئة والبوذية والمانوية والمسيحية ، لو فعلنا هذا لألفينا التصوف شرعة عالمية ، وفلسفة انسانية ، وهذا يدعونا إلى الظن ان لمجاهدة النفس وتزكية القلب اثرا معقولا ، ونوعا من الارتباط بينه وبين المعرفة وكشف الحجب ، فمن الحمق والجهل ان ننفي هذا الأثر والارتباط " ضربة واحدة " وندعي بطلانه جملة وتفصيلا ، بخاصة أن العلم لا يقر الاحكام النهائية المطلقة سلبية كانت أو ايجابية .
[1] ان المساواة بين الكفر والالحاد تبتني على وحدة الوجود ، فكل من قال بوحدة الوجود لا يرى فرقا بين الأديان ، ولا بينهما وبين الالحاد .
18
نام کتاب : نظرات في التصوف والكرامات نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 18