نام کتاب : نظرات في التصوف والكرامات نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 19
لا تسنن ولا تشيع في التصوف : ليس التصوف علما كالفقه ، كي ينقسم المختلفون فيه إلى مذاهب ، كما هو الشأن في اختلاف الأحناف والشافعية والمالكية والحنابلة ، ولا هو أصل من أصول العقيدة ، حتى تتعدد الفرق على أساس الاختلاف فيه . ان الفارق الوحيد بين السنة والشيعة هو نص النبي بالخلافة على الإمام علي ، فمن أثبته فهو شيعي ، ومن نفاه فهو سني ، ولا علاقة للتصوف بشتى معانيه بذلك ، فالشيعة منهم المتصوف وغير المتصوف ، وكذلك السنة ، والمتصوفون منهم السني ، ومنهم الشيعي ، ولكن متصوفي السنة أكثر من متصوفي الشيعة ، فقد نقل المستشرق نيكلسون عن عبد الله الأنصاري أنه قال : كان من الفي شيخ صوفي عرفتهم شيعيان اثنان لا غير . وبهذا يتبين مكان الخطأ فيما نقل عن أبي المظفر الإسفراييني من أن التصوف مذهب من مذاهب أهل السنة ، كما يتبين الخطأ في قول من عد المتصوفة فرقة مستقلة عن سائر الفرق الاسلامية ، فقد كان الغزالي صوفيا أشعريا ، وابن سينا صوفيا اماميا ، وغيرهما صوفيا معتزليا ، وكان ابن عربي يدين بالحب الذي يشمل جميع الأديان ، وقد أسلفنا ان التصوف وجد في جميع الأديان من اقدم العصور ، اجل ، ان الطريق الصوفية وأسلوبهم في الاستدلال ، واكتساب المعارف يختلف عن طريق الفلاسفة والمتكلمين ، أما عقائدهم فقد تتفق معهم ، وقد تختلف .
19
نام کتاب : نظرات في التصوف والكرامات نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 19